عقد وفد يمثل المجتمع المدني بالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، سلسلة من اللقاءات في العاصمة الأمريكية واشنطن، وذلك على هامش مشاركته في الحدث البارز *ناشونال براير بريكفاست*، الذي نظمه الكونغرس الأمريكي وترأسه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب. الحدث الذي حضره عدد من المسؤولين السياسيين والاقتصاديين والدينيين، وفر فرصة للوفد للحديث عن موقف المغرب من قضية الصحراء.
خلال هذه اللقاءات، استعرض الوفد الحقائق التاريخية والدبلوماسية والقانونية المتعلقة بقضية الصحراء المغربية، مستندا إلى الوقائع والشهادات التي تدعم موقف المملكة. كما قام الوفد بتفنيد الأكاذيب التي يروجها أعداء الوحدة الترابية للمغرب، موضحا التزام المملكة بإيجاد حل عملي وواقعي للنزاع الإقليمي حول الصحراء، من خلال مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، الذي يحظى بدعم دولي متزايد.
كما التقى الوفد مع عدد من البرلمانيين في مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين، حيث تم بحث التقدم الذي تشهده الأقاليم الجنوبية للمغرب في مجال التنمية السوسيو-اقتصادية. وتم التأكيد على الدور المهم الذي تلعبه هذه المناطق في ديناميكية الاستقرار والتعاون الإقليمي. من جانب آخر، تناول الوفد مع البرلمانيين الأمريكيين التزام المغرب بحل النزاع الإقليمي حول الصحراء عبر المخطط المذكور.
كما قام الوفد بزيارة جامعة جورج تاون في واشنطن، حيث استضافت الجامعة ندوة شارك فيها أساتذة وطلاب كلية الحقوق. في هذه الندوة، تم تسليط الضوء على الخلفية التاريخية والدبلوماسية والقانونية لمغربية الصحراء، كما أشار سفير المغرب في واشنطن، يوسف العمراني، إلى ضرورة بلورة “نقاش أكاديمي دقيق” قائم على الحقائق الثابتة، مؤكدا على وحدة التراب المغربي ومبادئ السيادة والقانون التاريخي.
وفي إطار هذه اللقاءات، أدان الوفد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ترتكبها ميليشيا “البوليساريو” في حق ساكنة مخيمات تندوف، حيث تعيش الساكنة في ظروف غير إنسانية ومحرومة من أبسط حقوقها الأساسية.
تم عقد اجتماعات مع منتخبين أمريكيين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، حيث أبدوا اهتمامًا كبيرًا بقضية الصحراء المغربية. وأشادوا بالجهود المستمرة التي يبذلها المغرب، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، للتوصل إلى حل نهائي لهذا النزاع. وقد جدد هؤلاء تأكيد دعمهم الكامل لمخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
من جهة أخرى، أعرب العديد من الفاعلين الأمريكيين عن تأييدهم للقرار الأمريكي الذي يعترف بوحدة المغرب الترابية. وأكدوا أن هذا الاعتراف سيساهم في تعزيز السلام والتنمية في المنطقة المغاربية وفي خارجها، مشددين على التزامهم المتجدد بالارتقاء بالعلاقة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والمغرب.
تسعى المملكة المغربية من خلال هذه اللقاءات إلى توضيح موقفها الثابت من قضية الصحراء، والضغط من أجل المزيد من الدعم الدولي لمخطط الحكم الذاتي، والتأكيد على حقها في سيادة كاملة على أراضيها.