كشفت المصالح الأمنية بالدار البيضاء، خيوط مسرحية جريمة وهمية نقلتها المحطة الإذاعية الخاصة “هيت راديو” و أحد المتدخلين الذي روى عبر الهاتف على المباشر تفاصيل ملابسات سرقة مزعومة وتقاعس مفترض من جانب مصالح الأمن، تبين بعد البحث أنها وهمية.
وتعود تفاصيل القضية عندما كان المتحدث في حوار مباشر على الهواء مع المقدم “مومو”، وفجأة إنقطع الإتصال و سمع دوي ركض و صراخ لينقطع الخط بعدها، ليتم تفسير الأمر على أن المتصل تعرض لعملية سرقة، وهذا ما أكده المتصل الذي أعاد الإتصال من رقم جديد بالبرنامج ليؤكد أنه تعرض لعملية سرقة هاتفه النقال أثناء الحوار بمنطقة ولاد زيان بالدار البيضاء.
وكانت مصالح الأمن بمدينة الدار البيضاء قد تفاعلت بجدية كبيرة مع هذا الحادث، وخصوصا أن الأمر يتحدث عن ملابسات سرقة مزعومة وعن تقاعس مفترض من جانب مصالح الأمن، حيث تعاملت معه على أنه تبليغ عن جريمة حقيقية، وفتحت بشأنه بحثا قضائيا بغرض توقيف المشتبه فيهم وتحديد المسؤوليات القانونية اللازمة.
لتكشف الأبحاث المنجزة في هذه الواقعة، من طرف الشرطة الولائية بالدار البيضاء، بتنسيق بين مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أن الشخص المتصل انتحل هوية مغلوطة، واختلق واقعة سرقة وهمية بمشاركة شخص ثان، ولم يراجع أي مصلحة أمنية، وأنه تحصل على الهاتف بغرض تحقيق منافع شخصية والرفع من مشاهدات الإذاعة المذكورة.
ومكنت التحريات المتواصلة في هذه القضية من توقيف المشارك الثاني في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية، التي تمس بالشعور بالأمن والسكينة العامة، والذي تبين أنه سبق أن قام بعدة عمليات تدليسية مماثلة وفق نفس الأسلوب الإجرامي.
وتواصل المصلحة الولائية للشرطة القضائية أبحاثها في هذه القضية تحت إشراف النيابة العامة، حيث يجري حاليا إجراء خبرات رقمية دقيقة بغرض التحقق من إمكانية وجود تحريض أو تنسيق مسبق بين المشتبه فيهما وطاقم البرنامج الذي تلقى هذا الاتصال، والذي تضمن عناصر تأسيسية مادية ومعنوية لعدد من الجرائم المعاقب عليها قانونا.