وبحسب مصادر محلية ونشطاء في تندوف، فإن الحادث بدأ عندما قام مجموعة من المهربين الصحراويين بالفرار إلى مواقع قوات الدرك الجزائري، بعد أن كانت جبهة البوليساريو تلاحقهم بتهمة تهريب المخدرات أو السلع المهربة عبر الحدود. يُعتقد أن هؤلاء المهربين ينحدرون من منطقة تندوف، وهو ما يعكس تعقيد العلاقة بين سكان المخيمات والسلطات الجزائرية.
الاحتكاك بين الطرفين بلغ ذروته عندما طالبت جبهة البوليساريو بتسليم المهربين للسلطات المختصة في مخيمات اللاجئين، لكن السلطات الجزائرية رفضت الاستجابة لهذا الطلب، ما دفع قوات البوليساريو إلى محاولة الضغط عبر وسائل أخرى، وهو ما أدى إلى اشتباك مسلح في الموقع. تبادل الطرفان إطلاق النار بشكل متبادل، مما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف الدرك الجزائري وجبهة البوليساريو، بينما لم يتم الكشف عن تفاصيل دقيقة حول عدد القتلى أو المصابين.
وتأتي هذه الحادثة في وقت حساس، إذ تزداد الضغوط الأمنية والاقتصادية في مخيمات تندوف بسبب الصراعات الداخلية وتباين المصالح بين الجزائر وجبهة البوليساريو. فبينما تحرص الجزائر على الحفاظ على نفوذها في المنطقة من خلال دعم البوليساريو، إلا أن هناك تباينات متزايدة حول طريقة إدارة قضايا الأمن المحلي، خاصة في ظل الانقسامات الداخلية حول دعم المهربين والمجموعات المسلحة في المنطقة.
من جهة أخرى، تُظهر هذه الحادثة تزايد الانقسامات داخل جبهة البوليساريو نفسها، حيث يُعتقد أن هناك صراعات على النفوذ داخل الهيكل التنظيمي، ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المخيمات. هناك من يرى أن تزايد النشاطات الإجرامية، مثل تهريب المخدرات، أصبح يمثل مصدر دخل لبعض الجماعات التابعة للبوليساريو، مما يعزز مشهد الانقسام والفساد داخل المخيمات.
وفيما يتعلق بالجانب السياسي، تعكس هذه الحادثة التوترات المستمرة بين الجزائر وجبهة البوليساريو حول قضية الصحراء الغربية، في وقت تشهد فيه المنطقة تحركات دبلوماسية نشطة على الصعيدين الإقليمي والدولي. ورغم الدعم الجزائري المستمر للبوليساريو، إلا أن هناك تحديات متزايدة في التعامل مع قضايا الأمن والهجرة غير الشرعية، وهو ما يشكل عبئًا إضافيًا على علاقات الجزائر مع جبهة البوليساريو في المستقبل القريب.
وفيما يخص تداعيات هذه الحادثة على الأمن الإقليمي، تشير التحليلات إلى أن التصعيد العسكري بين الجانبين قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد في منطقة الصحراء الكبرى، وهو ما يستدعي تدخلات دولية لتخفيف حدة التوتر وضمان استقرار المنطقة.