كشفت جمعية محاربة السيدا، خلال ورشة تحسيسية و ترافعية نظمتها لفائدة الصحافيات و الصحافيين بشراكة مع المجلس الوطني للصحافة، و المجلس الوطني لحقوق الإنسان، حول موضوع “السيدا وحقوق الإنسان”، اليوم الأربعاء 31 يناير الجاري، بأحد فنادق الدار البيضاء، عن مجموعة من المعطيات العلمية والواقعية التي من شأنها القضاء على مرض فقدان المناعة البشري المكتسب “السيدا”، الذي يعد من أحد الطابوهات الحساسة داخل المجتمعات العربية.
وأوضح الدكتور محمد الخماس، المسؤول عن الأنشطة الدولية بالجمعية، مجموعة من المعلومات المرتبطة بهذا المرض، من بينها الفئات الأكثر عرضة للإصابة بداء فقدان المناعة المكتسب، والتي جاءت كالتالي :
- 28 مرة بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال.
- 35 مرة بين الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن.
- 30 مرة للعاملات في مجال الجنس.
- 14 مرة بالنسبة للنساء المغايرات جنسيا.
فيما حصر طرق الانتقال في ثلاث نقاط، وهي العلاقة الجنسية الغير محمية، و انتقاله من الأم إلى الجنين إذا كانت خارج التتبع و الرعاية الطبية، وكذلك استعمال أدوات حادة ملوثة بالدم، وخص بالذكر هنا مستعملي المخدرات عبر الحقن …
وحدد الدكتور، الوقاية من هذا الفيروس في ثلاث نقاط كلاسيكية، أولها العفة او الزواج (الوفاء المتبادل) أو استعمال العازل الطبي، وكذلك تتبع الحمل، بالإضافة إلى استعمال أدوات خاصة بكل مستعمل، مثل أدوات الحلاقة أو مقص تقليم الأظافر….
وشدد الخماس، على أهمية الوقاية المركبة و التي تتمثل في الجانب البيوطبي، و الذي تطرق فيه الدكتور الى مستجدات الوقاية الحديثة أيضا، كالجانب السلوكي و الجانب الهيكلي.
ووصف الدكتور هذا المرض بالمزمن كباقي الأمراض المزمنة الأخرى، وذلك بفضل الدواء الذي يوصف لحامل الفيروس، حيث يكفي تناول حبة واحد كل يوم للحد من خطورته ويصبح المريض كسائر مرضى السكري أو الضغط الدموي….
كما يمكن للمريض ممارسة حياته بشكل طبيعي بعد الالتزام بالوصفات الطبية الموصى له بها من طرف الأخصائيين، لأن الفيروس يصبح بعدها غير معدي ولا يشكل أي خطر على الآخرين، يضيف الدكتور الخماس.
ووقفت الأستاذة غزلان ازندور، المكلفة بالترافع، النوع وحقوق الإنسان بالجمعية، على ضرورة مجابهة الوصم و التمييز، الذي يشكل عقبة أساسية أمام الولوج إلى الخدمات الطبية و وسائل الوقاية، من أجل مساعدة المرضى حاملي الفيروز على الإلتزام بالعلاج، و الوصول إلى الإستراتيجية العالمية لمكافحة الإيدز، 2021 – 2026، إنهاء عدم المساواة إنهاء الإيدز.
وأشارت الأستاذة غزلان، إلى التوصيات الصادرة من المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والمتعلقة بضرورة مراجعة البيئة التشريعية و القانونية بالمغرب، وذلك بما يسهل عملية ولوج المرضى إلى البروتوكول العلاجي مع الحفاظ على كرامتهم واحترام خصوصياتهم.
ولفت الزميل محمد الطالبي، نائب رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، إنتباه الزميلات الصحافيات و الزملاء الصحافيين، إلى ضرورة الإلتزام بأخلاقيات المهنة، والتعامل بمهنية عالية مع معالجة مثل هاته المواضيع، نظرا للدور التوعوي و الأخلاقي المهم الذي يقع على عاتق الصحافيات و الصحافيين في نقل الخبر.
وختاما، أجمع المتدخلون على ضرورة الإنخراط الفعلي و الجاد للحكومة و المجتمع المدني و الفاعلين السياسيين و الإعلام، من أجل العمل كل من موقعه للحد من انتشار هذا الفيروس، الذي يطرق أبواب المغاربة بصمت خصوصا أن الدراسات كشفت على أنه ينتشر بنسبة 80 بالمئة من النساء المتعايشات مع الفيروس في المنطقة العربية أصبن به داخل الزواج.
بقلم : ذ عادل العسولي