يبدو أن الطلب المتزايد على الغاز جعل من حكام قصر المرادية الذين يتقنون لعبة الإبتزاز تجاه رئساء الدول الضعفاء و خصوصا عديمي الخبرة في المجال السياسي أمرا عاديا، حيث كشف المحلل السياسي التونسي نجيب الدزيري، خلال استضافته في برنامج بإذاعة IFMTV التونسية الخاصة، أمس الأربعاء 12 أكتوبر 2022، عن كواليس طلب الجزائر من فرنسا نقل شركاتها من المغرب إلى تونس مقابل الغاز، و كشرط أساسي للمصالحة معها.
وقال المحلل السياسي، إن الجزائر اشترطت على رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن نقل الشركات الفرنسية من المغرب إلى تونس مقابل عودة العلاقات بين الطرفين إلى سالف عهدها، وقيام الجزائر بتوريد الطاقة إلى فرنسا.
وأثارت تصريحات الدزيري جدلا، حيث تدخل الإعلامي والمحلل السياسي برهان بسيّس، ليؤكد أن ما ذكره الدزيري هو مجرد “كلام فيسبوك”، مشيرا إلى أنه لا توجد أدلة تؤكده.
كما كشف مقدم البرنامج عن الإبتزاز الذي مارسه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على نظيره التونسي قيس سعيد من أجل فتح الحدود و أدرج فيديو لمحلل تونسي في حلقة سابقة لنفس البرنامج قال فيها بأن تبون إشترط على قيس سعيد إستقبال إبراهيم غالي زعيم مليشيات البوليساريو مقابل فتح الحدود.
و للإشارة فالعلاقات الدبلوماسية التونسية المغربية تشهد أزمة متواصلة منذ نحو شهر ونصف، حيث قام المغرب باستدعاء سفيره في تونس عقب استقبال الرئيس المثير للجدل قيس سعيد لزعيم جبهة البوليساريو الإرهابية إبراهيم غالي، على هامش قمة طوكيو لتنمية إفريقيا (تيكاد 8)، قبل أن ترد تونس بخطوة مماثلة.
وتطورت الأزمة لاحقا، حيث انسحب وفد مغربي من مؤتمر دولي للمناخ عُقد في مدينة “نابل” التونسية بسبب مشاركة مسؤولين في جبهة البوليساريو فيه.