“بصفتي وسرغين محمد، عضو بمجلس جماعة أكديم، وممثل ساكنة دوار ماسو،إقليم ميدلت جهة درعة تافيلالت أرفع إليكم هذه الرسالة المفتوحة، لا لأطالب بما هو زائد عن حقوق المواطنين، بل لأناشدكم التدخل العاجل لإنصاف ساكنة دوار ماسو، التي تعاني في صمت، والتي أضحى الحصول على أبسط الخدمات الصحية بالنسبة لها ضربًا من المعاناة اليومية.
دوار ماسو، ذلك التجمع السكني المنسي في أعالي جبال إقليم ميدلت، يضم أزيد من 420 نسمة، يعيشون وسط عزلة خانقة، حيث الفقر المدقع يدفع بالأسر وبالشباب إلى الهجرة، تاركًا خلفه أطفالًا، ونساءً، وشيوخًا يصارعون قساوة الطبيعة، والتهميش، وغياب الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الحق في الصحة الذي يكفله دستور المملكة وكل المواثيق الدولية التي التزم بها المغرب.
هؤلاء المواطنون المغاربة، الذين لا ذنب لهم سوى أنهم وُلدوا في رقعة جبلية وعرة معزولة ، يُجبرون على قطع أكثر من ستة كيلومترات نحو أقرب مستوصف في ظروف قاسية، في ظل انعدام وسائل النقل العمومي، وأمام حالات حرجة لنساء حوامل، ورُضّع، ومرضى مزمنين، وشيوخٍ أنهكتهم السنون، ناهيك عن الحالات الطارئة التي قد تكون فيها كل دقيقة مسألة حياة أو موت.
إن عدم توفر مستوصف صحي بالدوار لا يعكس فقط خللًا في توزيع المرافق الصحية، بل يشكل أيضًا انتهاكًا صارخًا لحقوق هؤلاء المواطنين، الذين لا يُطالبون بمستشفى مجهز، ولا بمعدات متطورة، بل بأبسط شروط الكرامة: مستوصف صغير يقيهم مشقة التنقل والانتظار، ويُمكّنهم من تلقي العلاجات الأولية، والتتبع الصحي، والتلقيح، والإسعافات الضرورية.
إننا على يقين أن قطاع الصحة يشهد إصلاحات كبرى تحت قيادتكم، لكن هذه الإصلاحات يجب أن تصل إلى القرى والمناطق النائية الجبلية ، حيث المرض هناك ليس مجرد عارض صحي، بل قد يكون حكمًا بالموت البطيء في ظل غياب البنيات الأساسية. إن إحداث مستوصف صحي بدوار ماسو ليس ترفًا، بل ضرورة ملحة تمليها اعتبارات إنسانية، قانونية، واجتماعية.
لذا، نناشدكم السيد الوزير، بكل روح وطنية ومسؤولية، أن تتدخلوا لإحداث هذا المستوصف الصحي في أقرب الآجال، حمايةً لحق ساكنة ماسو في العلاج، وتجسيدًا للعدالة المجالية التي يُنادي بها جلالة الملك محمد السادس نصره الله، والتي تُعتبر الركيزة الأساسية لنموذجنا التنموي الجديد.
ننتظر منكم، بكل أمل، خطوة جريئة ومنصفة لإنصاف هذه الساكنة، ورد الاعتبار لأبناء الجبال الذين ما زالوا يحلمون بمغرب تتساوى فيه الفرص، وتُحترم فيه كرامة الجميع.”
المجلة الجمعوية / مصطفى موزون