جدد مجلس التعاون موقفه الثابت الداعم للوحدة الترابية للمملكة المغربية، مؤكداً التزامه بمساندة المغرب في قضية الصحراء. وأشاد الأمين العام للمجلس، جاسم محمد البديوي، بقرار مجلس الأمن رقم 2756 الصادر في 31 أكتوبر 2024، والذي يعزز الجهود الدولية لحل هذا النزاع المفتعل وفق رؤية تحترم سيادة المغرب. وشدد على أن دعم مجلس التعاون لوحدة المغرب الترابية يستند إلى أسس الشراكة الاستراتيجية، التي أقرها المجلس الأعلى لمجلس التعاون في دورته الـ45 المنعقدة في ديسمبر 2024، مؤكداً ضرورة تنفيذ خطة العمل المشترك وتعزيز التنسيق بين الجانبين.
ثمّن مجلس التعاون الإصلاحات الكبرى التي يقودها الملك محمد السادس في مختلف المجالات، مشيراً إلى أن هذه التحولات جعلت المغرب شريكاً موثوقاً وفاعلاً على المستوى الإقليمي والدولي. وأشاد بالمبادرات الملكية الرامية إلى تعزيز الاستقرار والتنمية، بما في ذلك مشروع خط أنابيب الغاز نيجيريا-المغرب، والمبادرة الملكية الهادفة إلى تمكين دول الساحل من الوصول إلى المحيط الأطلسي، ومسلسل التعاون بين الدول الإفريقية المطلة على الأطلسي. وأكد دعم مجلس التعاون لترشيح المغرب لعضوية مجلس الأمن للفترة 2028-2029، معتبراً أن المملكة المغربية مؤهلة للاضطلاع بهذا الدور نظراً لالتزامها بالاستقرار الإقليمي والدولي.
وأكد السيد ناصر بوريطة بدوره على ضرورة تطوير الشراكة الاستراتيجية بين المغرب ومجلس التعاون لمواكبة التحولات الجيوسياسية والتحديات الراهنة. واعتبر أن العلاقات الثنائية قطعت أشواطاً مهمة، ما يفرض البحث عن آليات مبتكرة لتعزيزها. واقترح اعتماد القمة المغربية الخليجية كإطار توجيهي استراتيجي، وتعيين سفير منسق للشراكة يكون معتمداً لدى الأمانة العامة لمجلس التعاون، وإطلاق مجلس مشترك لرجال الأعمال لتحفيز الاستثمار والتبادل التجاري، وإعادة هيكلة فرق العمل المشتركة عبر دمجها في ثلاثة أو أربعة أقطاب رئيسية لضمان نجاعة أكبر، إضافة إلى إشراك الفاعلين الاقتصاديين والثقافيين في صياغة المبادرات المشتركة لتعزيز الروابط بين الشعوب.
شدد الاجتماع الوزاري على أهمية وحدة الصف وتعزيز التعاون المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية، مؤكدين أن التنسيق بين المغرب ودول الخليج يشكل ركيزة للاستقرار والتنمية في المنطقة. واتفق الجانبان على مواصلة العمل من أجل تحقيق تكامل اقتصادي وسياسي وأمني يخدم المصالح المشتركة، ويعزز دور هذه الشراكة كنموذج متقدم للتعاون العربي الفاعل.