يعرف المركز الدولي للأبحاث حول الوقاية من تجنيد الأطفال بالداخلة، الذي افتتح، مؤخرا بالداخلة، من طرف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، تحركات كبيرة على المستوى الدولي و الوطني من أجل التعريف بالمركز وتمكينه بالقيام بالواجبات التي أنشئ من أجلها.
حيث قام نحو عشرين طالبا من المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالداخلة، اليوم الخميس الماضي 14 أبريل 2022، بزيارة للمركز. للتعرف على مهام المركز، الذي يروم توفير معطيات دقيقة، نوعية وكمية، من أجل اتخاذ مبادرات وتدابير تعتمد على البحث الأكاديمي.
أكد الرئيس المدير العام للمركز، عبد القادر الفيلالي، بأن الطلبة اطلعوا على مختلف خدمات ومهام المركز، مشيرا إلى أن هذه المنشأة ستتيح لهم الفرصة لإجراء دورات تدريبية وعقد لقاءات حول ظاهرة تجنيد الأطفال.
وأشار السيد الفيلالي إلى أن هذه الزيارة شكلت فرصة للإجابة على أسئلتهم بشأن هذا الموضوع، موضحا أن الطلبة اطلعوا على المشاريع والأنشطة المستقبلية للمركز، الذي سيركز أشغاله على الدراسات والأبحاث والاستشارات حول الوقاية واستغلال الأطفال في مناطق النزاع.
وعلاقة بالموضوع، قال رئيس المركز، أن انخراط المغرب في الجهود الرامية إلى محاربة ظاهرة تجنيد الأطفال يجد سنده في توقيعه سنة 2020، على مبادئ فانكوفر لحماية الأطفال في مناطق الصراع ومنع استغلالهم من طرف الجماعات والميليشيات في جميع بقاع العالم.
وذكّر، في هذا الصدد، بأن المغرب أضحى اليوم منبرا ومنارا لمساعي السلام، جهويا وإقليميا وقاريا ودوليا، بفضل ما يوفره من معدات وطاقات لتعزيز مساعي السلام سواء في إفريقيا أو في دول خارجها، لافتا إلى أن المملكة تصنف حاليا في المرتبة الحادية عشر عالميا في ما يخص قوات حفظ السلام والثانية عربيا وراء مصر.
وتابع أن الاختيار وقع على الداخلة لإنشاء مركز دولي للأبحاث حول الوقاية من تجنيد الأطفال، نظرا لكون هذه المدينة تعرف إشعاعا وطنيا وقاريا ودوليا، مبرزا أن “الداخلة اليوم هي معبر اقتصادي ودبلوماسي وسياحي وثقافي بامتياز، ولِمَ لا تتحول إلى معبر أكاديمي للفكر وتجاذب الأفكار وتبادل الأبحاث على المستويين القاري والدولي”.
ويهدف المركز، على الخصوص، إلى التحسيس بمصير الأطفال المجندين، وعمليات تجنيدهم، فضلا عن الأسباب الكامنة وراء استمرار هذه الآفة.
والجدير بالذكر بأن السيد عبد القادر الفيلالي، الأستاذ بجامعتي أوتاوا وسان بول بكندا، أنه تم الاشتغال على مبادئ فانكوفر وربطها برؤية المغرب في توجهه السلمي الجهوي والقاري والعالمي، فتم التفكير بشكل رصين في إحداث مركز للأبحاث بمدينة الداخلة، جوهرة الصحراء المغربية.