جاءت هذه النتيجة صادمة للمساعي الدبلوماسية الجزائرية التي كثفت جهودها خلال الأشهر الماضية، لكنها لم تفلح في إقناع الدول الأعضاء بمنحها التأييد المطلوب.
خاضت الجزائر حملة دبلوماسية مكثفة، حيث قام وزير الخارجية أحمد عطاف بجولات ماراثونية شملت عدة دول إفريقية بهدف حشد الدعم اللازم. رافقت هذه التحركات الرسمية وعود بتعزيز التعاون وتقديم الدعم الاقتصادي لعدد من الدول، إلا أن نتائج التصويت كشفت عن عدم تحقق الرهانات التي وضعتها الجزائر، ما يعكس ضعف استراتيجيتها الدبلوماسية في كسب التأييد القاري.
صدمت الجزائر بغياب الدعم الذي كانت تعتقد أنه مضمون، حيث امتنعت عدة دول عن التصويت لصالحها، مما أدى إلى سقوط ترشيحها. شكل هذا الإخفاق ضربة قوية لفريقها الدبلوماسي، خاصة أنه يأتي في وقت تبذل فيه الجزائر جهودًا حثيثة لاستعادة نفوذها داخل المؤسسات الإفريقية. يعكس هذا الفشل أيضًا تصاعد المنافسة الإقليمية، حيث يبدو أن المغرب تمكن من تعزيز حضوره القاري على حساب الجزائر، مستفيدًا من تحالفاته القوية واستراتيجياته الدبلوماسية الناجحة.
يؤدي هذا التطور إلى تنظيم انتخابات جديدة قريبًا، مما يمنح الجزائر فرصة ثانية لمحاولة تعويض خسارتها. يفرض هذا الواقع على الدبلوماسية الجزائرية مراجعة نهجها وإعادة تقييم علاقاتها مع الدول الإفريقية، خاصة في ظل التغيرات التي يشهدها الاتحاد الإفريقي. يتطلب النجاح في المحاولة القادمة استراتيجيات أكثر فاعلية، بعيدًا عن الافتراضات غير الدقيقة بشأن الولاءات والتحالفات داخل القارة.
تواجه الجزائر الآن تحديًا كبيرًا لإعادة بناء صورتها واستعادة ثقة الدول الإفريقية، بعد هذه الانتكاسة غير المتوقعة. يضع هذا الفشل الجزائر أمام اختبار صعب، حيث سيكون عليها العمل بجدية لتفادي سيناريو العزلة الدبلوماسية، في ظل تحولات عميقة في موازين القوى داخل الاتحاد الإفريقي. ينتظر الجميع ما ستفعله الجزائر في الفترة المقبلة، فهل ستتمكن من قلب المعادلة، أم أن هذه النكسة ستعمّق تراجع نفوذها القاري؟