بقلم: محمد منصور
هي سنة يودعها المغرب و معه كل العالم بما حملته من أفراح وأقراح،حيث شهدت أحد الكوارث الطبيعية التي عرفها المغرب، فعرفت به أكثر من خلال كرمه وجوده ومدى تلاحم الشعب مع ملكه وكل مقومات دولته،فتحولت أقاليم الحوز إلى محج لكل المغاربة من جميع مناطقه، ملبين النداء ”لبيك وطني” في مواجهة صارمة لكارثة طبيعية لم تكن في الحسبان،و بذلك سطر المغرب مثالا يُحتدى به من خلال تشبثه بالأمل و التفاؤل الجميل أمام مواجهة كل المحن والصعاب،متجاوزا بذلك فترة عصيبة في وقت وجيز،ما جعل العالم يقف له وقفة إجلال وإكبار لكل تلك الجهود و اللحمة المتينة التي أبهرت العالم بأسره.
محنة سُطرت لها كل الإمكانيات المادية و اللوجيستيكية والأمنية كي لا تعيق مسيرة النماء والبناء،فشمر المغرب بقيادة ملكه الهمام على ساعده، مستقبلا أكبر التظاهرات الدولية،بعد أن قرر البنك الدولي وصندوق النقد الدولي و كل قيادات العالم منح كل الثقة في أن تكون عاصمة النخيل عروسة الحوز مدينة مراكش،وجهة لمركز القرار الاقتصادي و المالي العالمي،ليليه الخبر السار الذي أثلج صدور المغاربة،بعد أن زف لهم ملكهم شخصيا،خبر احتضان المغرب لنهائيات كأس العالم 2030، فكان ذلك بمثابة الحلم الذي حققه الإبن لأبيه و أبناء شعبه،حلم الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله تراه،خبر سر كل كبير وصغير وضمد الآلام و الجروح عبر فرحة عمت كل البيوت بعد الحزن الذي خيم عليها جراء فاجعة الحوز.
وتتوالى الرؤى السامية للملك الهمام محمد السادس حفظه الله، معلنا بخطاه الثابتة أن لا شيء يقف أمام مسيرته التنموية جهوده البناءة، فأطلق جلالته المزيد من الأوراش و البناء، كان من أهمها مشروع الدعم الاجتماعي المباشر للأسر الضعيفة الدخل، فضلا عن إعطاء أمره السامي لمراجعة مدونة الأسرة، كل ذلك لأجل صون حقوق و كرامة أبناء شعبه الوفي بكل حكمة وثبات.
سياسة متبصرة تسير في منحاها الصحيح، ولعل نتائجها التي عادت على المغرب بعد الكارثة الطبيعية أكبر دليل على حكامتها، إذ بفضلها تعافى القطاع السياحي فعرف انتعاشا ملحوظا ومعه كل القطاعات المرتبطة به، فحول الأجانب بوصلتهم نحو وجهة بلد السلم والسلام، بلد لا يعرف للاستسلام معنى أمام كل الصعاب و لا يخشى الصمود أمام المحن.
كل ذلك جاء بيسر بعد عسر فازداد النمو الاقتصادي بنسبة 3.6 في المائة و معه ارتفعت نسبة الخدمات و الطلب الداخلي بمعدل 3.1 في المائة، بفضل رؤية سديدة لملك حكيم يحظى بحب شعبه الوفي الذي تجدر فيه هذا الحب أبا عن جد لكل المغاربة لملوكهم و تعلقهم بأهداب العرش العلوي.
من جهة أخرى، واصلت الدبلوماسية المغربية، بقيادة الملك محمد السادس حفظه الله مزيدا من المكاسب و الانتصارات على خصوم الوحدة الترابية، عبر تأمين المصالح الوطنية وصون الوحدة الترابية، فجاء مجلس الأمن ليأكد ذلك على أرض الواقع، إيمانا منه بمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية على صحرائه المغربية، قرار كان بمثابة شوكة في حلق الخصوم والأعداء، فلا هي تم بلعها من أجل هضمها ولا هي تم التخلص منها للراحة من ألمها، لتظل بمثابة غصة ستجعلهم يموتون بغيضهم، لتبقى الصحراء في مغربها والمغرب في صحرائه.
و أمام أنظار كل الحاقدين تتوالى مسيرة التنمية عبر مد جسور الصداقة والشراكة العائدة بالنفع على البلاد والعباد، لكلا الشعبين الشقيقين جاءت زيارة الملك محمد السادس حفظه الله، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، حتى تكون بذلك خاتمة خير لسنة 2023، فتصنع الحدث وتسطر روابط التقارب وتزف للبلدين أخبار مشاريع تنموية رائدة تتجاوز الحدود الجغرافية و بعد المسافات.
**ختاما و بلسان واحد موحد لطاقم المجلة الجمعوية، إدارة نشر ورئاسة تحرير وطاقما صحافيا نقول: كل عام والمغرب ملكا وشعبا بألف خير، في ظل مسيرة النماء والازدهار **