رضوان ادليمي -الرباط
هؤلاء المتلاعبين بملف التموين جعلوا الأسواق عبارة عن ساحات للمزايدات والمضاربات والسمسرة والنصب والإحتيال، ضحيتها المواطن المفقر المغلوب على أمره، لصوص غالبوا الدولة وغلبوها وتحكموا في مفاصلها وتغلغلوا فيها إلى درجة التماهي، فلم يعد أبناء مخيمات الوحدة يدركون أن انتماءهم لهذه الدولة يجعلهم يخدمونها ويحمونها من هؤلاء التماسيح والعفاريت، أم يخدموا لصوصها الذين استطابوا الأدوار وعاثوا في الأرض فساداً.
سنحتاج إلى حلقات للحديث عن ملف التموين بمدينة بوجدور الذي أثار ولازال يثير جدلا واسعا، فإدا كان المواليد الجدد من أبناء مخيمات الوحدة بمدينة “العيون -السمارةـ الدخلة” يستفيدون من حصص التموينية بانتظام مرة كل شهر بعد أن كانوا يستفيدون مرتين في الشهر على عكس الاشخاص المتوفين الذين يتم الغاء حصتهم التموينية، فإن المواليد الجدد بإقليم بوجدور لا يستفيدون سواء من حفاظات وحليب لمدة 6 اشهر فقط بعد ان كانوا يستفيدون من حصص التموينية بشكل منتظم الى حدود سنة 1996، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام .فعلى أي نص قانوني إستند هؤلاء المؤطرين حتى يتم حرمان ابناء المخلصين الاوفياء الذين استجابوا لنداء الوطن سنة 1991؟ ومن أين تأتي المواد الغذائية من أكياس الدقيق ، وصناديق الزيت، وعلب الحليب المجفف، فضلا عن صناديق السكر، سواء الموضوعة أمام محلات البقالة أو المكدسة في المستودعات بمدينة بوجدور أو التي يتم تهريبها خارج المدينة ؟ ومن المسؤول عن تجاوزات و تلاعبات التي تطال عدد من حصص سكان مخيمات الوحدة خصوصا الاشخاص الذين غادروا الإقليم مؤقتا بداية التسعينات لزيارة الاقارب وتفقد أملاكهم العقارية بمدن قلعة السراغنة وشيشاوة ليجدوا أنفسهم بدون حصص تموينية ؟أسئلة كثيرة تطفو على السطح في تنتظر كرم إجابة المسوؤلين .
إن أبناء مخيمات الوحدة ببوجدور لم تنفعهم شعارات الغضب ولا نداءات ولا حملات ، حيث اصبح المواطن أمام جهات صماء عمياء بكماء، تنظر ولا ترى ولا تحرك ساكناً أمام تغول لوبيات أصبحت تشتغل في العلن متحدية مؤسسات الدولة، غير آبهة بنداءات المجتمع المدني والإعلام المحلي الذي أصابه الخرس والوهن والملل من وتوالي الخيبات. هذه لوبيات ضربت بعرض الحائط كل الخطابات الملكية، كما جاء في الخطاب الملكي ليوم 30 يوليو 2016 بمناسبة ذكرى عيد العرش أن : “محاربة الفساد هي قضية الـدولة والمجتمع، الدولة بـمؤسساتها ، من خلال تفعـيل الآليات القانونية لمحاربـة هـذه الـظاهـرة الخطيرة ، وتـجريـم كل مظاهرها للضرب بـقـوة على أيـدي الـمفـسدين
فهل ستترك الدولة أبناء مخيمات الوحدة العُزل فريسة في أيدي هذه التماسيح التي لا تشبع يموت تفقيراً، ومتى ستتحرك الجهات المختصة لتقوم بما يفرضه عليها القانون والدستور الذي يعتبر أسمى إطار تهتدي به في علاقتها بالمواطن، لوضع حد لهذا الملف الذي عمر زهاء ثلاث عقود.