واعتُبرت هذه الزيارة، الأولى من نوعها لمسؤول حكومي فرنسي، خطوة سياسية وثقافية مهمة تعكس توجه باريس الواضح في دعم سيادة المغرب على أراضيه الجنوبية، خاصة في ظل المتغيرات الجيوسياسية التي تعزز الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء.
استهلت الوزيرة الفرنسية جولتها بمدينة طرفاية، حيث زارت المعلمة التاريخية “Casa del Mar”، التي تعتزم السلطات ترميمها للحفاظ على قيمتها التراثية.
كما تفقدت قصبة طرفاية، التي تمثل رمزًا ثقافيًا عريقًا، قبل أن تحط الرحال بـ متحف أنطوان دوسانت إكزوبيري، الذي يحتضن إرث الكاتب والطيار الفرنسي الشهير. وجسد هذا التوقف بعدًا ثقافيًا عميقًا للزيارة، بالنظر إلى المكانة التي تحظى بها هذه الشخصية في التاريخ الفرنسي والعالمي.
انتقلت الوزيرة بعد ذلك إلى مدينة العيون، حيث أشرفت على إعطاء الانطلاقة لمشروع التحالف الفرنسي (Alliance Française)، وهو مبادرة ثقافية تهدف إلى تعزيز الفرص التعليمية والتبادل الثقافي، مما سيمكن ساكنة الأقاليم الجنوبية من الاندماج أكثر في المشهد الثقافي الدولي.
كما زارت مكتبة محمد السادس، التي تعد من أبرز الصروح الثقافية في المغرب، حيث اطلعت على مرافقها الحديثة، المصممة لتعزيز البحث الأكاديمي والنهوض بالمشهد الثقافي بالمنطقة.
واصلت داتي جولتها نحو مدينة الداخلة، حيث أطلقت مشروع ملحقة المعهد العالي لمهن السينما، رفقة وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد مهدي بنسعيد.
ويهدف هذا المشروع إلى تمكين الشباب من التكوين في مجالات السينما والسمعي البصري، في خطوة ترمي إلى تعزيز الصناعات الإبداعية بالمغرب، وخلق جسور جديدة بين الفن السابع والطاقات المحلية الواعدة.
تستعد وزيرة الثقافة الفرنسية، في ختام زيارتها، لعقد لقاء موسع مع نظيرها المغربي، حيث سيتم التوقيع على اتفاقيات جديدة في مجالات الثقافة والفنون والسينما، مما يعكس عمق العلاقات بين البلدين ورغبة فرنسا في تعزيز حضورها الثقافي داخل المغرب، خصوصًا في أقاليمه الجنوبية.