//محمد منصور//
أثار رد إنفعالي على لسان المنسق الإعلامي للمنتخب الوطني المغربي،جدلا واسعا حول عبارته التي عقب بها على رأي صحافي،خلال ندوة صحافية،للناخب الوطني وليد الركراكي،قبل مباراة المنتخب الوطني أمام زامبيا،رأي عبر من خلاله الصحافي المتدخل عن انتقاده جدية المنتخب الوطني في الآداء،والتي رأى أنها تراجعت عن مستواها الذي أبهرت به العالم خلال مباراة كأس العالم في قطر،غير أن منسق الندوة، طلب من الصحافي الإحتفاظ برايه لنفسه،الأمر الذي أثار ردود أفعال متباينة وموجة غضب فئة عريضة، من داخل الجسم الصحافي وخارجه،معبرين عن انتقادهم الشديد للطريقة التي تجاوب بها منسق إعلامي مع زميله الصحافي،فيما ذهب آخرون إلى مناقشة الموضوع من الزاوية المهنية،معبرين عن انتقادهم لرأي الصحافي، معتبرين أنه غير مناسب داخل الندوة الصحافية، عملا بمبدأ الممارسة المهنية حسب آرائهم.
و لإزالة الإلتباس الذي أحاط بالموضوع وخلف لغطا واسعا ارتأت المجلة ”الجمعوية ” إلى مناقشة الموضوع أستناذا إلى رأي أهل الإختصاص، عبر طرح سؤال عريض على الأستاذ المتخصص في دراسة علوم الإعلام والصحافة،الكاتب الصحافي ”طلحة جبريل موسى” مضمونه: هل يمكن للصحافي أن يبدي رأيه داخل الندوات الصحافية؟
رد لا شك أنه سيكون بمثابة درس تثقيفي تنويري، إزالة لكل لبس و غموض،في خضم ما أصبحت تعرفه صاحبة الجلالة، السلطة الرابعة ،من تدبدب وتراجع على مستوى الآداء والممارسة المهنية التي باتت تتطلب أكثر من أي وقت مضى،تأهيلا و تكوينا علميا قبل خوض غمارها،حتى لا يسقط الصحافي في أخطاء وهفوات ترصدها عين القارئ وتلتقطها أذن المستمع المتتبع،خاصة العارف بعلم علوم الإعلام والصحافة.
وفي الموضوع ذاته،قال الأستاذ طلحة جبريل موسى، معبرا عن رأيه : لا يجوز للصحافي أن يطرح في ندوة صحافية رأيه أو وجهة نظره، بل عليه أن يسأل أسئلة واضحة لغة
وبنية، للحصول على معلومات أو موقف.
و أوضح الأستاذ طلحة جبريل في معرض رأيه،أن هناك ثلاثة أنواع من الأسئلة، وهي الأسئلة المركبة أو المباشرة أو الأسئلة الاشتقاقية ، أي بناء على ما يقوله المتحدث.
وأكد الأستاذ طلحة جبريل، أنه لا يجوز للصحافي أن يدلي برأيه خلال الندوة الصحافية، وإذا كان له رأي فليكتبه أو يقوله، شريطة أن يكون ذلك خارج الندوة الصحافية.
وفيما يخص مسألة ” مسير ” للندوة،قال نفس المتحدث:أنها “مهمة ” لا علاقة لها بالعمل الصحافي،وبالتالي لا يجوز أن ينتقد صحافي أو يعقب على ما قاله، مشيرا أن هناك
“مستشار صحافي”، ويفترض أن المتحدث في المؤتمر الصحافي أو في الندوات أو اللقاءات الصحافية (Briefings)هو الذي تقع على عاتقه مسؤولية إدارتها وتوزيع الفرص على
الصحافيين، وهو المخول الوحيد بالرد على كل ما يقوله الصحافيون.
وعلى سبيل المثال، قال الأستاذ طلحة جبريل: غطيت مؤتمرات صحافية بلا حصر لقادة كبار وشخصيات وازنة ، وكانوا هم الذين يسيروا الندوة وهم الذين يختاروا الصحافيين الذين يطرحون الأسئلةوالتعقيب على أسئلتهم .
وختم الأستاذ طلحة جبريل موسى، رأيه المبني على علم مسبق وتجربة مهنية دامت لعقود من الزمن و ما زالت مستمرة إلى يومنا هذا، حول مسألة ما يسمى ب”سؤال مضمر” معتبرا إياه على أنه اجتهاد لا يتفق معه،بحيث يفترض أن يطرح الصحافي أسئلة واضحة ومفهومة ولا يجوز طرح أسئلة غامضة أو غير مفهومة أو خارج سياق و محور موضوع الندوة.