كتب الكاتب الصحافي لحسن لعسبي على صفحته الرسمية بالفيسبوك، رأيه بخصوص رؤية هلال رمضان، موضحا في الوقت نفسه، بأن مناسبة حلول شهر رمضان تعيد دوما إلى واجهة الإهتمام بالعالم الإسلامي (وضمنه المغرب)، مسألة يقينية رؤية هلال رمضان، ومدى الحجية في ثبوت رؤيته من عدمه، بكل ما لذلك من إسقاطات دينية وعقائدية وسياسية.
و أضاف ذ.لعسبي كاتبا،هي في الحقيقة مناسبة لنذكر بعضنا البعض مغربيا، باعتزاز لا مزايدة فيه ولا ادعاء، أن “مدرسة الميقات المغربية” من أرصن وأدق المدارس من نوعها في كامل العالمين العربي والإسلامي. ليس فقط لاعتمادها العنصر البشري ورؤية العين في ثبوت هلال الشهر من عدمه، بل لأنها تجر وراءها تجربة علمية رصينة ممتدة على مدى قرون.
و أكد ذ.الأستاذ لحسن من خلال رؤيته لرؤية الهلال المغربية،أن تاريخ “الميقاتيين” المغاربة في كامل كبريات المدن المغربية (في مقدمتها مراكش، فاس، الرباط، سلا، تطوان، طنجة، وزان، وجدة، تازة، العرائش، القصر الكبير، تارودانت، السمارة، تزنيت، آسفي، الصويرة… إلخ)، يقوم بابا مستقلة ضمن مدرسة علم الفلك وعلم الفيزياء والرياضيات والحساب بالمغرب.
بل لو حصر المرء البحث فقط في القرن 19 وحده كمثال، سيفاجئ بعدد الكتب المؤلفة من قبل “ميقاتيين” مغاربة علماء في الرياضيات والفيزياء والفلك، جلهم من طلبة جامعة القرويين بفاس أو جامعة ابن يوسف بمراكش، مبرزا أن لهم ترجمات لعدد من الكتب والمراجع ذات الإختصاص إنجليزية وإسبانية وفرنسية. بل إن العديد منهم كان يصنع بنفسه آلات الأسطرلاب ومقياس جنتر وآلات حساب اللوغاريتم (أستغرب بمرارة كيف أن هذا التاريخ المهم لا يدرس في مناهج التعليم المغربية ولا تهتم به السينما والإنتاجات الفنية المسلسلة بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون بالمغرب لأنه تخيلوا معي مسلسلا تلفزيا كمثال فقط عن عالم الفلك المغربي عبد الرحمن لعلج أو عن عالم الفلك المغربي صانع الأسطرلاب عمر بن السعيد المراكشي أو العالم الحجة في علم اللوغاريتم أحمد الصويري أو العالم المرجع محمد بنكيران الفاسي).
و ختم ذات الكاتب رأيه مدونا على صفحته التي تعد بمتابة منبع للإثراء والتنوير الفكري من خلال منشوراته، لقد سمحت بعض قراءاتي لمراجع مغربية مهمة اشتغلت على تاريخ المغرب في القرن 19 وبداية القرن 20 إلى حدود سنة 1920، أن أقف على لائحة طويلة لعلماء ميقاتيين مغاربة (يشتغلون باللوغاريتم وعلوم الفلك والرياضيات والهندسة والفيزياء باللغة العربية) تتجاوز 37 عالما فقيها متضلعا في ضبط أمور القياس الرياضي والفلكي وأن لهم اختراعات علمية في مجال ضبط الساعات وحركة النجوم والأفلاك وتعاقب الليل والنهار وحركة الفصول، مما مكنهم أن يؤسسوا لمدرسة مغربية قائمة الذات مسنودة بالمعرفة العلمية الدقيقة حسابيا في مجال علم “المواقيت”. الأمر الذي منحهم أن يصدروا دوما عن دقة رصينة في مجال مراقبة ثبوت هلال رمضان وهلال العيد وهلال الأشهر الهجرية كافة.
وبرهن ذ.لعسبي من خلال رأيه في صحة الرؤيا المغربية للأهلة،بأن الثقة في إعلان ثبوت الهلال من قبل المدرسة المغربية ليس أمرا قائما بين المغاربة فقط بل هي ثقة قائمة في كل خريطة العالمين العربي والإسلامي. وهذا يمنحنا حق الفخار به حضاريا كمغاربة في المقام الأول.وأما من يختار السقوط في الحسابات السياسية والمذهبية العابرة والضيقة فلا يعنينا أمره في هذا الباب.
وبكل ثقة عالية في الرؤيا المغربية دعا ذ.لعسبي متابعيه ومنها رسالة إلى جميع المواطنين المغاربة قائلا:صوموا وافطروا بثقة وإيمان بالحساب المغربي فهو منتصر للعلم واليقين مخافة لله ولمسؤولية الإقرار وليس لشئ آخر.