نشرت مجلة “مغرب انتليجنس” تقريرا حول دوافع زيارة وليام بورنز مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، للمغرب أواخر الأسبوع الأول من الشهر الجاري، واستقبال عبد اللطيف الحموشي له في مكتبه بالرباط.
وقالت المجلة بأن “التهديدات والتحديات الأمنية الناجمة عن توتر الأوضاع في بعض مناطق العالم، ومخاطر التنظيمات الإرهابية، خاصة بمنطقة الساحل والصحراء”، كانت في قلب المباحثات بين المسؤولين المغاربة والأمريكيين.
وكشف التقرير، عن القلق الكبير لأجهزة المخابرات الأمريكية بخصوص الوضع الحالي في منطقة الساحل و الصحراء، بعد انهيار الوجود الفرنسي في الساحل، حيث اضطرت باريس إلى تقليص وجودها الدبلوماسي والعسكري في المنطقة.
وأضاف المصدر في تقريره الذي نشره أمس الأربعاء 12 أبريل الحالي، أن انتشار الجماعات الجهادية المتطرفة وتعزيزها يهدد، بشكل مباشر، استقرار المنطقة، ومعه مصالح الولايات المتحدة الأمريكية.
وتابع ذات المصدر، أن محللو وكالة المخابرات المركزية في العاصمة الأمريكية واشنطن، لا يترددون عن تشبيه الوضع السائد اليوم في مالي وبوركينا فاسو والنيجر وشمال نيجيريا والكاميرون بوضع أفغانستان في أواخر التسعينات وأوائل القرن الحادي والعشرين.
وتضيف المجلة، أن واشنطن لا تنظر بشكل إيجابي إلى سياسة الجزائر في البلدان الواقعة تحت حدودها الجنوبية.
واستنادا إلى مصدر دبلوماسي أمريكي، فإن الجزائر أصبحت رأس جسر بوتين في منطقة الساحل، بعد توسع النشاط الروسي من خلال ميليشيات فاغنر، الذي أدى إلى خلط الأوراق بالكامل في المنطقة.
كما أشار الدبلوماسي الأمريكي، بأن الوجود “الكثيف” والمتزايد لموسكو بمساعدة الجزائر التي تسخر لها كل شيء بات يشكل تحديًا أمنيًا حقيقيًا للولايات المتحدة.
وتابع ذات المتحدث، ما جعل واشنطن تتجه إلى “حليفها” الدائم المغرب الذي تعتبره الإدارة الأمريكية شريكًا موثوقًا وملتزمًا في محاربة الإرهاب.
ومضى يقول الدبلوماسي الأمريكي، فإن وكالات الاستخبارات الأمريكية تقدر، بشكل كبير، نظيراتها المغربية. سواء في لانغلي حيث يوجد مقر الاستخبارات الأمريكية المركزية (CIA)، أو مبنى جي إدغار هوفر حيث يوجد مقر مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI).
كما يثني المسؤولون الأمريكيون على مصداقية ودقة المعلومات التي تأتيهم من المغرب، خاصة من قبل المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (DGST)، يضيف الدبلوماسي الأمريكي..
وهذا ما يؤكده توالي الزيارات لكبار الأمنيين الأمريكيين للمملكة حسب الدبلوماسي الأمريكي. ففي 22 فبراير الماضي، زار كريستوفر أ. وراي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية، عبد اللطيف حموشي المدير العام لـ DGST الذي سبق أن عقد، خلال زيارته لواشنطن في يونيو 2022، اجتماعات عمل مع مديري (CIA) و(FBI).
فضلا عن لقائه مع أفريل هاينز، مديرة المخابرات الوطنية الأمريكية. وبعد حوالي ثلاثة أشهر، وبالضبط في منتصف شتنبر من العام ذاته، حلت أفريل هاينز بالمملكة لعقد لقاء ثنائي، وجها لوجه، مع عبد اللطيف حموشي.
وفي أواخر الأسبوع الأول من الشهر الجاري، استقبل حموشي، في مكتبه بالرباط، وليام بورنز مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وقد كانت “التهديدات والتحديات الأمنية الناجمة عن توتر الأوضاع في بعض مناطق العالم، ومخاطر التنظيمات الإرهابية، خاصة بمنطقة الساحل والصحراء”، في قلب المباحثات بين المسؤولين المغاربة والأمريكيين.