انطلقت مناسات الدورة ال23 لجائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية التقليدية “التبوريدة”، الامس 27ماي برسم بطولة المغرب، التي تنظمها الجامعة الملكية المغربية للفروسية على مدى اربعة ايام (27 ماي -2 يونيو)، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، بدار السلام بالرباط.
و تعرف هذه المنافسات مشاركة 18 فريقا للكبار -سربة-( (17 سنة فما فوق) وستة فرق في فئة الشبان (ما بين 12 و 16 سنة)، وتأهلت هذه السربات بعد خوضها إقصائيات على مستوى جهات المملكة ، في فبراير الماضي وبداية ماي الجار، بشراكة مع الشركة الملكية لتشجيع الفرس،و تجرى المنافسات النهائية، يومي السبت والأحد المقبلين، لتحديد المجموعة “السربة” التي ستتوج بطلة للدورة.
وتمثل السربات ال18 جهات مراكش – آسفي (آسفي – اليوسفية ) وبني ملال – خنيفرة (بني ملال) والداخلة – وادي الذهب (وادي الذهب) وكلميم – واد نون (كلميم) ودرعة – تافيلالت (ورزازات) والرباط – سلا – القنيطرة (الصخيرات تمارة – سلا 2) والشرق (تاوريرت – وجدة أنجاد 2 – جرسيف) والدار البيضاء – سطات (سطات 2 – الجديدة – النواصر – الدار البيضاء).
ويحرص الفرسان على ارتداء الزي التقليدي، الذي يتكون من “الجلابة” و”السلهام” و”العمامة” و”السروال الفضفاض”، ويتمنطقون بالخنجر “الكمية”، فيما ينتعلون نعلين من النوع العالي.أما السلاح التقليدي لفنون الفروسية التقليدية فيتمثل في البندقية المعروفة بـ “المكحلة”، والتي تكون مرصعة بخطوط ونقوش متموجة،
كما يتزين الفرس بما يعرف ب “السرج”، التي تعهد بها العشائر المشاركة في هذا العرس لصناع مهرة يبدعون في تزيينها برسومات ونقوش مستمدة من التراث المغربي الأصيل، صهوة الجياد.
وتتضمن منافسات الفروسية التقليدية عروضا تقدمها السربات، التي تتشكل كل واحدة منها من 14 فارسا مع فرسه إضافة إلى” المقدم “، الذي غالبا مايكون اكبرهم سنا على أن يتكلف هذا الاخير بمهمة تنظيم وتحفيز فرسانه
و يصطفوا الفرسان في خط مستقيم في انتظار إشارة المقدم، بعد دخول المجموعة إلى ساحة العرض والقاء تحية الجمهور (الهدة أو التشويرة) لتنطلق الخيول في سباق بديع يبرهن خلاله الفرسان عما يتوفرون عليه من مهارات، سواء بالنسبة للسيطرة على خيولهم لإبقائها في الصف أو في ما يخص الحركات التي يؤدونها ببنادقهم، حيث يتعين على الفرسان أن يضغطوا على الزناد بمجرد ما أن يعطي “المقدم” الإشارة لذلك، لأن نجاح “التبوريدة” رهين بأن تكون الطلقات في لحظة واحدة ومنسجمة وبكل دقة وغاية الانضباط.
ويكون تنقيط السربات وفق معايير يحددها الحكام التابعون للجامعة الملكية المغربية للفروسية. وتراعي الإنجازات التي يحققها فرسان “السربة” تحت قيادة “المقدم” والتعبير الحركي والتطابق الحركي الجماعي والسير بانضباط ووحدة حركة البنادق والطلقة الجماعية الموحدة ووحدة اللباس والسروج.
والقاعدة الأساسية في مجال التعبير، هي جودة الفرق المتبارية، كل حسب تقاليده وانتمائه لجهة أو ناحية، إذ يؤخذ بعين الاعتبار التنسيق بين فرسانها ودرجة التواصل والسيطرة على الجواد، بالإضافة إلى كيفية الركوب والهيأة العامة للفارس والجواد على حد سواء.
والى جانب مايزخر به المغرب من تراث ثقافي لامادي نجد فنون الفروسية التقليدية” تبوريدة ” الذي تم إدراجه ، في دجنبر 2021، ضمن التراث الثقافي غير المادي لليونسكو، باعتبار الأهمية التي يكتسيها هذا الموروث التقليدي الوطني .
وجدير بالذكر ان لقب الدورة ال22 لجائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية التقليدية في فئة الكبار قد فازت به سربة المقدم “حارث اليوسفي” جهة الدار البيضاء – سطات (عمالة الجديدة).