ثمنت عاليا النساء الاتحاديات الاحتفائية الاستثنائية التي خص بها جلالة الملك محمد السادس أمهات لاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم، والعناية السامية و الالتفاتة النيرة التي أولاها جلالته لأمهات هؤلاء الأبطال الذين بصموا عن إنجازات غير مسبوقة في المسار الكروي المغربي والإفريقي.
وجاء في البيان الذي توصلت “المجلة الجمعوية” بنسخة منه، اليوم الجمعة 23 ديسمبر 2022، أن هذا الاحتفاء يجسد النبوغ المغربي القادر على المزاوجة بين القيم الأصيلة المعبرة عن ثقافة موروثة قادرة على الاستمرارية بفضل عناصر القوة التي تتضمنها، وبين القيم الحداثية المنتصرة للمرأة، والمثمنة لأدوارها، والساعية لإنصافها.
واعتبر النساء الاتحاديات الاستقبال الملكي لهؤلاء الأمهات، بمثابة اعتراف بالأدوار التي تقوم بها المرأة داخل الأسرة، سواء على مستوى العمل المنزلي الذي للأسف لا يتم تثمينه، أو على مساهمتها في تحمل الأعباء المادية والتربوية.
وأضاف البيان، هذا الاحتفاء الملكي بأمهات اللاعبين، وخصوصا اللاعبين المنحدرين من الهجرة الأوروبية، هو تكريم للأدوار الكبيرة والتضحيات الفضلى لهذا الجيل النسائي الذي كان مكونا أساسيا من مكونات الهجرات المغربية الأولى بعد الاستقلال، واللواتي عانين الكثير في سبيل تربية أبنائهن، وتوطيد عرى انتمائهن لوطن الجذور والانتماء الأول والهوية.
وأشارت المنظمة إلى التعدد الخلاق الذي جسدته الأمهات، لا من حيث الانتماء الجيلي، أو الانتماء المناطقي، والتعبيرات واللكنات، والذي يعبر عن الفرادة المغربية حيث يتأطر التنوع ضمن الوحدة الوطنية، وحيث التمايزات الثقافية تنصهر في بوتقة الروح الوطنية الجامعة.
كما ربط البيان، بين الاستقبال الملكي و خطاب جلالته قبل خمسة أشهر الذي دعا فيه لتعديل مدونة الأسرة من أجل تحقيق الإنصاف والمساواة، و الذي يجب أن يكون دافعا لباقي المؤسسات الوطنية والمنتخبة، وفي مقدمتها الحكومة والبرلمان، من أجل الإسراع بتجديد المنظومة التشريعية لجعلها أكثر إنصافا للنساء، والتفكير في المزيد من البرامج الاجتماعية التي تضمن الحماية لهن، وخصوصا للنساء المتقدمات في السن، واللواتي لا يتوفرن على ما يمكنهن من العيش بكرامة، حسب ذات المصدر.
وأكدت المنظمة على أن هذه الالتفاتة الملكية الكريمة، هي إشارة واضحة لأهمية النهوض بالأسرة المغربية، باعتبارها حلقة مركزية في أي مشروع تنموي يروم تنمية الأفراد والمجتمع، وحقنه بالقيم الإيجابية التي تفتح نوافذ الأمل والنجاح.