يترقب الفلاحون المغاربة بمختلف جهات المغرب على أحر من الجمر و بفارغ الصبر،أن يجود عليهم الرحمان الرحيم بغيث يسقي الأرض و يحيي الضرع و تسر به الأنفس ،و أعينهم تترقب غيوم السماء أن تجود عليهم بأمطار تنقذ الموسم الفلاحي المهدد بالجفاف في حال غيابها فيما تبقى من أيام الأشهر الفلاحية، علما أن الحديث عن الجفاف في الظرفية الحالية سابق لأوانه.
و للإطلاع على آراء الفلاحين استقينا آراءهم من سهل الشاوية باعتباره من أهم السهول الفلاحية الكبيرة التي يعتمدها المغرب في زراعة الحبوب، و تحديدا من فلاحي تراب منطقة أولاد عبو باقليم برشيد، حيث أكد العديد منهم في حديث للمجلة الجمعوية، أن الخوف و الترقب يبقى سيدا الموقف، خاصة و أن الوضع سيزداد ترديا إذا لم تهطل الأمطار خلال الأسابيع المقبلة.
فالمؤشرات الحالية باتت تؤرق بال الفلاح المغربي الذي يعاني الأمرين، شح ماء من السماء و قلته تحت الأرض، ما انعكس سلبا على الإنتاج الفلاحي و من تم غلاء أعلاف الماشية في ظل توالي سنوات مدبدبة في ما يخص المحاصيل الزراعية .
”الله يرحمنا بالمطر فالخير مع نزولها” يقول أحد الفلاحين بإقليم برشيد لمجلتنا، يردف قائلا : الوضع ينذر بأزمة حقيقية في حال انعدام التساقطات المطرية في غضون الأيام المقبلة،و التي تعد بمثابة صمام الأمان الوحيد لإنقاذ الموسم الفلاحي المقبل، يقاطعه فلاح آخر قائلا : نحن صغار الفلاحين الذين لا يعتمدون على الزراعة السقوية هم أكبر المتضررين فلا فلاحة لنا و لا كسيبة بدون تساقطات مطرية.
و اعتمادا على رأي بعض فلاحي هذه الجهة ،فإن مصير الموسم الفلاحي سيبقى مهددا ،بحيث انه في حال انعدام التساقطات في الأسابيع المقبلة ،ستزداد حدة التخوف من تبعاته.
تجدر الإشارة إلى أن الأرصاد الجوية المغربية، كانت قد تنبأت بتساقطات مطرية ستعرفها العديد من المناطق المغربية في غضون الأيام القليلة المقبلة، بالرغم من التدبدب الذي عرفه فصل الخريف في ارتفاع درجة الحرارة وانخفاضها، و ذلك أمر طبيعي و لا قلق منه حسب خبراء فلاحيين، الأمر الذي يعزى إلى هبوب كتل هوائية حارة و جافة قادمة من الجنوب نحو المناطق الداخلية .
و بالرغم من كل ما يتداول على الألسن، فإنه من الصعب الحكم على الموسم الفلاحي في بدايته، مادامت الأسابيع المقبلة تحمل في طياتها بشرى خير للفلاح على وجه الخصوص ولكل المواطنين على وجه العموم، أملا كبيرا و تفاؤلا بالخير جد أكبر في أن تعم التساقطات جل مناطق المملكة، حتى تنعش آمال الجميع في ربوع المملكة و يعم الخير على البلاد و العباد.
بقلم//محمد منصور//