وجهت أمينة بوعياش رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان طلبا لفرنسا من أجل استعادة أرشيف محمد بن عبد الكريم الخطابي قائد الثورة الريفية في مواجهة الاستعمار.
ووفق مصادر صحفية، فقد وجه المجلس الوطني لحقوق الإنسان هذا الطلب، باعتباره مؤسسة رسمية تتولى ملفات حقوق الإنسان. كما أن المجلس يصنف هذا الملف ضمن استعادة المغرب لجزء من ذاكرته التاريخية.
ووفق ذات المصادر فقد تقدم المجلس أمس الجمعة 28 يناير 2022، بإرسال طلبه الى الأرشيف الدبلوماسي الفرنسي التابع لوزارة الخارجية الفرنسية.
كما يعد ملف الريف من الملفات الإستعمارية الشائكة، بسبب تعرض سكان المنطقة إلى حرب بالغازات السامة إبان العشرينيات.
ويعتقد أن فرنسا استحوذت على أرشيف زعيم الثورة الريفية محمد عبد الكريم الخطابي عندما استسلم بعد حرب سنة 1926.
وكان الخطابي قد تزعم سلسلة من الحروب ضد التواجد الإسباني في شمال المغرب، وخاصة في منطقة الريف، وتكبدت إسبانيا أكبر الهزائم في تاريخها حيث فقدت أكثر من 12 ألف عسكري في صفوف الجيشها في أقل من يومين.
وانتقل الزعيم الريفي الى مواجهة فرنسا في الوسط المغربي، حيث كان المغرب مقسما بين اسبانيا وفرنسا. وانتصر على فرنسا في معركة ورغة. وتعتبر الهزيمة التي لحقت بالفرنسيين في ورغة الأكبر من نوعها في الحروب التي واجهتها في مستعمراتها.
وترتب عن هذه الهزيمة تقديم المارشال ليوطي استقالته وتعويضه بالمارشال الشهير جوسيب بيتان، البطل القومي في فرنسا الذي واجه الألمان في معركة فريدوم خلال الحرب العالمية الأولى التي تعتبر من أشرس المعارك في تاريخ أوروبا قبل أن يصبح عميلا لألمانيا في الحرب العالمية الثانية.
هزيمة فرنسا في معركة ورغة، صنفها المؤرخون الإسبان بـ “أنوال الفرنسية”، حيث دفعت بباريس إلى البحث عن تفاهم مع حكومة مدريد.
ما أفضى إلى اتفاق الفرنسي-الإسباني في يوليو 1925 في مدريد، من أجل العمل المشترك بين الدولتين للقضاء على ثورة الريفيين، بعدما تبين مخطط الخطابي بالاقتراب والسيطرة على مدينة طنجة، التي كانت تعيش وضعا دوليا استثنائيا قد يقلب الكثير من الأوراق في شمال إفريقيا.
عسكريا، جندت فرنسا أكثر من 200 ألف جندي بقيادة الماريشال بيتان، وجندت إسبانيا أكثر من 60 ألف جندي بقيادة الرئيس الجنرال بريمو دي ريفييرا، الذي جاء إلى الحكم بعد انقلاب نتيجة انعكاسات معركة أنوال على اسبانيا.
كما وظفت فرنسا واسبانيا الطيران الحربي بشكل مكثف، وكان الأخطر هو استعمال الغازات السامة ضد المغاربة في هذه الحرب لترحيل السكان من مناطقهم لمنع الدعم اللوجيستي عن قوات الريف من ماء ومأكل. ونتج عن استعمال هذا السلاح الجديد استسلام الخطابي سنة 1926.