قال منتدى الحكم الذاتي في الصحراء المغربية “فورساتين”، إن التسيب الأمني هو السمة البارزة في مخيمات تندوف، إذ يختطف صحراويون نهارا، ويعذبون وتمارس في حقهم أبشع الممارسات الحاطة من الكرامة، مشيرا، في الوقت نفسه، إلى أن تقارير المنتدى من داخل المخيمات تؤكد أن عصابات المخدرات وتجار الأسلحة والجماعات الإرهابية بالمنطقة، جندت عناصر من “بوليساريو” لتسهيل جرائمها وحمايتها من الملاحقة.
وأوضح المنتدى وفق ما اوردته جريدة الصباح، أن عناصر تابعة لـ “بوليساريو” قامت بتسريب معلومات أمنية حساسة إلى أفراد العصابات لتأمين تحركها بأمان، بمقابل مالي سخي، ما يفسر نفوذها داخل المخيمات، الذي يصل إلى تبادل إطلاق النار قرب إقامة زعيم الانفصاليين وأعوانه، دون أن تتدخل أي جهة لوقف التسيب.
وكشف “فورساتين” أن أحد كبار قياديي الانفصاليين اعترضت عصابة مسلحة سبيله، بينما كان يختلي بفتاة خارج المخيمات، وسلبوه ما يملك، وكادوا يختطفون الفتاة لولا أن أحدهم تعرف عليه، حينها تركوه دون هاتف وأخذوا معهم مفتاح سيارته، ليسير مسافة طويلة مشيا، قبل أن يلتقي بدورية عسكرية، حيث اتصل من جهازها اللاسلكي، فتم تأمين سيارة له، والتكتم عن الموضوع، خوفا من الفضيحة، كما أجريت اتصالات خاصة لاسترجاع بعض الوثائق المهمة من أفراد العصابة، ما اعتبره المنتدى دليلا على “العلاقة بين قيادة الانفصاليين وبعض الجماعات والعصابات المسلحة”.
موضحا أن العصابات نفسها، تختطف كل مرة بعض الصحراويين، وتطالب أهاليهم وقبائلهم بفدية مقابل إطلاق سراحهم، دون الحديث عن الاختطافات المتعلقة بسرقة بعض العاملين معهم من المخيمات، لبضاعة مهربة أو بيعها لصالحهم، أو الاستحواذ على عائداتها المالية، ما يجعل العصابة تنتقم باختطافه وتعذيبه، وتطالب عائلته بتعويض الخسائر مقابل الإبقاء على حياته
وحسب “فورساتين”، فإن المخيمات تعج بالكثير من الأحداث الدموية، إذ تلجأ العصابات نفسها إلى قطع أصابع أو أذن المختطفين وإرسالها لوالديه، للتهديد بإعدامه إن لم تستعد العصابة “مستحقاتها”، فهناك الكثير من العائلات الصحراوية التي فقدت أبناءها ولا تعرف لهم طريقا، وإن كان الأمر له علاقة بتلك العصابات والمجموعات الإرهابية، علما أن الصحراويبن يعانون الحصار من القيادة، وتواطؤ عصابة “بوليساريو” مع النظام الجزائري، إضافة إلى “الاستعانة بشبكات مسلحة والمهربين في عمليات غير مشروعة، يكون ضحيتها في النهاية شباب وأطفال يتم استغلالهم في أنشطة غير مشروعة، تنتهي بالموت والاختطاف والتعذيب”.