يخلد الشعب المغربي قاطبة غدا الخميس 16 نونبر 2023، في أجواء من الفخر والاعتزاز بتاريخه، الذكرى الـ68 لعودة جلالة المغفور له محمد الخامس من المنفى إلى أرض الوطن، وهي مناسبة عظيمة لاستحضار أمجاد لحظة تاريخية، تجسد الرباط الوثيق بين الشعب المغربي والعرش العلوي المجيد، في مسيرة الكفاح الوطني لتحرير البلاد ونيل الحرية والاستقلال وتعزيز الوحدة الترابية.
وتمثل ذكرى 16 نونبر بالنسبة لكل المغاربة، فرصة للوقوف على أبهى تجليات الوطنية الصادقة والاستماتة في الدفاع عن ثوابت الأمة والتحلي بقيم التضحية ونكران الذات، في مواجهة الوجود الاستعماري الذي فرض منذ 30 مارس سنة 1912، وذلك في سبيل إعلاء كلمة الحق وصولا إلى الحرية و نيل الاستقلال.
و لعله تاريخ سيبقى شاهدا على التلاحم النموذجي بين السلطان محمد بن يوسف وشعبه الوفي، والذي جسد أروع صوره مساندة جلالته للمطالبة بالاستقلال وتعاونه مع الحركة الوطنية وخطابه التاريخي بطنجة، ما جعل قوات الاحتلال تتحرك ضد السلطان وتعمل على نفيه بمعية أسرته الملكية إلى كورسيكا سنة 1953 ومنها إلى مدغشقر سنة 1954.
وبمجرد انتشار الخبر سائر ربوع المملكة، انتفض الشعب المغربي انتفاضة رجل واحد، وتفجر غضبه في وجه الاحتلال الأجنبي، وظهرت بوادر العمل المسلح والمقاومة والفداء وتشكلت الخلايا الفدائية والتنظيمات السرية وانطلقت العمليات البطولية لضرب غلاة الاستعمار ومصالحه وأهدافه. وتجلى واضحا من ذلك عزم المغاربة وإصرارهم على النضال المستميت من أجل عودة الشرعية وتحقيق الاستقلال.
ولم تهدأ ثائرة المقاومة والفداء إلا بتحقيق أمل الأمة المغربية في عودة بطل التحرير والاستقلال ورمز الوحدة الوطنية جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه، حاملا معه لواء الحرية والاستقلال، ومعلنا عن الانتقال من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر من أجل بناء المغرب الجديد ومواصلة ملحمة تحقيق الوحدة الترابية.
نهج قويم لبناء المغرب الشامخ حمل مشعله الملك الراحل جلالة المغفور له الحسن الثاني متبعا بذلك معركة استكمال الوحدة الترابية، حيث تم في عهده استرجاع سيدي إيفني سنة 1969، ثم استرجاع الأقاليم الجنوبية للمملكة سنة 1975 بفضل المسيرة الخضراء المظفرة، وفي 14 غشت من سنة 1979 تم تعزيز استكمال الوحدة الترابية للوطن باسترجاع إقليم وادي الذهب.
ويتواصل اليوم، في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، ورش تحديث المغرب، وفي مقدمته الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، وتحقيق تنمية مستدامة اقتصادية واجتماعية تضمن لكل مواطن العيش الكريم، وترقى بالمملكة إلى مصاف البلدان التي تجعل العنصر البشري محور سياستها الاقتصادية والاجتماعية.
