بعد الضجة الكبيرة التي خلفتها المأساة التي وقعت، صباح الجمعة الماضي 24 نونبر 2022، إثر عملية اقتحام مهاجرين غير شرعيين أفارقة السياج الحديدي لمدينة مليلية المحتلة، على مستوى إقليم الناظور.
أفادت يومية “إل موندو” الإسبانية، استنادا إلى مصادر من وزارة الداخلية لحكومة مدريد، بأن قوات الأمن تخشى أن تكون الجزائر قد خففت المراقبة على حدودها مع المغرب للضغط على إسبانيا بملف الهجرة غير الشرعية.
ورأت المصادر ذاتها أن هذا سيؤدي إلى تحول المسار الشرقي للهجرة الإفريقية، والذي يمر عادة عبر مصر وليبيا وتونس إلى دول البحر الأبيض المتوسط الأخرى، نحو شمال إفريقيا.
وكعادتها وسعيا منها لاستغلال هذه الأحداث المأساوية من أجل النيل من سمعة المغرب، ودوره الريادي في القارة الإفريقية في مجال سياسة و الهجرة، شرعت المؤسسة العسكرية بالجزائر و آلتها الإعلامية و حتى الدبلوماسية، في الترويج للمغالطات، غير أنه سرعان ما انقلب السحر على الساحر.
حيث عبر عميد السلك الدبلوماسي الإفريقي وسفير الكاميرون بالمغرب، محمدو يوسفو، بعد اجتماع تم على عجل أمس الأحد 26 نونبر 2022 بالرباط، للسفراء الأفارقة المعتمدين بالمغرب مع مسؤولين في وزارة الخارجية، عن شجبه الاقتحام الذي أقدم عليه المهاجرين الغير قانونيين على مستوى الناظور، مؤكدا أن الدبلوماسيين الأفارقة يقفون، كما كان عليه الحال في الماضي، إلى جانب السلطات المغربية لوضع حد لهذا الوضع.
وتابع قائلا: “نحن نقف، كما في الماضي، إلى جانب السلطات المغربية لوضع حد لهذا الوضع الذي لا يشرف بلداننا ولا يشرف إفريقيا بشكل عام”.
وأضاف “نحن مستعدون لمواكبة صاحب الجلالة الملك محمد السادس لإيجاد حل دائم لقضية الهجرة”، مضيفا أن السلك الدبلوماسي الإفريقي “على استعداد للعمل مع المغرب بغية تنسيق الجهود مع البلدان الإفريقية”.
وأكد قائلا “نعمل مع السلطات المغربية ليتم تحسيس مواطنينا بأن المغرب لا يقوم سوى بحماية أراضيه، وبأن التشجيع على الهجرة غير القانونية أمر غير ممكن”.
وأكدت السلطات أن الحصيلة ارتفعت اليوم إلى 23 قتيلا من المهاجرين الذين كانوا ضمن تعداد المصابين خلال عملية الاقتحام، جراء مضاعفات الإصابات البليغة التي كانوا يعانون منها.
وأوضح المصدر ذاته أنه، وأثناء تدخل القوات العمومية لإحباط هذه العملية، التي عرفت استعمال المقتحمين لأساليب جد عنيفة، تم تسجيل إصابة 140 من أفراد هذه القوات بجروح متفاوتة الخطورة، من بينهم 5 إصابات خطيرة، فيما جرى تعداد إصابة 76 من المقتحمين جراء تدافعهم وسقوط بعضهم من أعلى السياج.