أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي آي) عن تلقيه دعمًا حاسمًا من السلطات المغربية في إطار قضية اعتقال شخص يُشتبه في تخطيطه للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الإرهابي. القضية تتعلق بشخص يُلقب بـ “سليمان الأمريكي”، وهو مواطن أمريكي كان يعتزم السفر من ولاية كارولينا الشمالية إلى العاصمة المغربية الرباط عبر رحلة جوية، بعد أشهر من التخطيط للانضمام إلى داعش.
وفقًا للادعاء الفيدرالي، تواصل المتهم، جاستن وايت، المعروف أيضًا بـ “سليمان الأمريكي”، مع أحد العملاء عبر الإنترنت لترتيب سفره. وقام بشراء تذكرتي سفر ذهابًا وإيابًا إلى المغرب لتفادي إثارة الشكوك حوله. وبناءً على تحقيقات أجراها مكتب التحقيقات الفيدرالي، تبين أن المتهم كان على صلة بعناصر إرهابية في الخارج، مما دفع السلطات الأمريكية إلى متابعة تحركاته عن كثب.
قبل أن يتمكن من مغادرة الولايات المتحدة، تم القبض على “سليمان الأمريكي” أثناء محاولته الصعود إلى الطائرة في مطار “رالي دورهام”. ووجهت إليه تهمة “تقديم الدعم المادي لجماعة إرهابية أجنبية”، وهي تهمة خطيرة في إطار قوانين مكافحة الإرهاب الأمريكية.
خلال مؤتمر صحفي، أشاد مكتب التحقيقات الفيدرالي بالدور البارز الذي لعبته السلطات المغربية في هذه القضية، مؤكداً أن التعاون المغربي كان حيويًا في القبض على المتهم ومنع سفره إلى مناطق الصراع. وقال المتحدث باسم المكتب إن هذا التعاون يعكس “العلاقات الأمنية الوثيقة بين الولايات المتحدة والمغرب في مكافحة الإرهاب”، مؤكدًا أن التنسيق بين البلدين يمثل نموذجًا مثاليًا للتعاون الدولي في مجال محاربة الإرهاب.
العلاقات الأمنية بين الولايات المتحدة والمغرب في مكافحة الإرهاب تعود إلى سنوات طويلة من التعاون المثمر. فمنذ عام 2002، عملت البلدين معًا بشكل متزايد لمكافحة تهديدات الإرهاب، سواء عبر تبادل المعلومات الاستخباراتية أو تدريب القوات الأمنية. وقد تجسد هذا التعاون في عدة مجالات، بما في ذلك دعم عمليات مكافحة الإرهاب في المنطقة، وخاصة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، حيث يشكل داعش وتنظيمات إرهابية أخرى تهديدًا مستمرًا.
وتستمر هذه العلاقة الأمنية في النمو، حيث يتم تعزيز التنسيق بين الأجهزة الأمنية والقضائية في البلدين لضمان مكافحة فعالة للتهديدات الإرهابية على الصعيدين المحلي والدولي. ويعتبر هذا التعاون بين الولايات المتحدة والمغرب في محاربة الإرهاب مثالًا على التعاون الدولي الفعّال في مكافحة التهديدات التي تتجاوز الحدود الجغرافية.