تأتي صفقة الجزائر مع روسيا في وقت حساس، حيث يتصاعد التوتر العسكري بين الجزائر والمغرب. يسعى كلا البلدين لتعزيز قوتهما الجوية من خلال صفقات أسلحة متطورة. يضغط المغرب للحصول على طائرات F-35 الأمريكية، ما يعكس التنافس العسكري القوي بين البلدين في ظل النزاع المستمر حول قضية الصحراء المغربية.
يثير هذا النوع من الصفقات العسكرية تساؤلات حول الاستفادة المحتملة للجنرالات الجزائرية من العمولات والتحويلات المالية الناتجة عن العقود الضخمة. تتم غالبًا هذه الصفقات في غياب الشفافية الكاملة، مما يفتح المجال أمام تكهنات حول المكاسب الشخصية لبعض الشخصيات العسكرية التي قد تستفيد من التحويلات المالية غير المعلنة.
تواجه الجزائر أزمة اقتصادية خانقة، مما يجعلها أمام خيار صعب بين توجيه الأموال نحو صفقات الأسلحة أو تحسين الوضع الاقتصادي الداخلي. مع تدهور الإيرادات النفطية، تصبح صفقات مثل سوخوي سو-57، جزءًا من استراتيجية أوسع لتعزيز الحضور العسكري، لكن لا تزال تساؤلات قائمة حول تأثير هذا القرار على الاقتصاد الوطني.
يواصل المغرب استعداداته لتحديث قوته العسكرية عبر التوجه نحو شراء طائرات F-35 الشبحية الأمريكية. تعكس هذه الصفقة رغبة المغرب في تعزيز قدراته الدفاعية في مواجهة أي تهديدات إقليمية، وتُعتبر جزءًا أساسيًا من استراتيجية الردع العسكري المستقبلية.
تفتح هذه الصفقة بين الجزائر وروسيا الباب لتطورات جديدة في التوازن العسكري في شمال أفريقيا. يزداد التنافس بين الجزائر والمغرب، مع صفقات الأسلحة التي تساهم في تغيير معادلة القوة العسكرية في المنطقة. تظل القوى الكبرى تراقب عن كثب تطورات الوضع الأمني والجيوسياسي، حيث يُتوقع أن تستمر المنافسة العسكرية على أشدها في هذه المنطقة الاستراتيجية.