نظمت جمعية النواة للحقوق والتنمية، بشراكة مع المعهد العالي للصحافة و الإعلام بعاصمة النخيل مراكش، يومي 2 و 3 ماي 2023 من ماي الجاري فعاليات ورشة تكوينية حول ”التغطية الإعلامية للعنف ضد النساء مهمة ليست غيرها “.
الورشة حضرها ثلة من الصحافيين و طلبة المعهد العالي للصحافة و الإعلام بمراكش وفاعلين جمعويين ونساء حقوقيات.
و تميزت أشغال اللقاء الأول بتقديم مداخلة حول ماهية حقوق الإنسان و خصائصها وديناميتها و مسؤولية الدولة اتجاهها، و منها منع التجاوزات التي تطال المرأة وتمس بكرامتها ، و حمايتها من كل أشكال التعنيف اللفظي والجسدي و النفسي و المعنوي وغيره، مع ضمان متابعة ملفات انتهاك حقوقها أمام المحاكم ، ومعاقبة مقترفي العنف ضدها ، و توفير شروط الكرامة الإنسانية لها، مع وضع حد للصور النمطية العالقة في أذهان بعض الرجال نتيجة الترسبات التاريخية.
كل ذلك لن يتم إلا بتوفير أرضية خصبة للتعاطي الإعلامي مع ملف العنف ضد النساء، من أجل إثارة ردة فعل الرأي العام لينخرط بشكل أكبر في أنشطة وقائية ضد العنف ، وذلك ما عملت عليه جمعية النواة للحقوق و التنمية، عبر منح دليل لكيفية إنتاج مواد إعلامية تقارب قضايا العنف ضد المرأة بمهنية عالية،ترقى إلى مستوى مساعدتها على إبراز الانتهاكات التي تطالها ، و تعزز محتوى مبني على مبدأ المساواة بين الجنسين و على البيانات والمعطيات الدامجة لمبادئ حقوق الإنسان في إعداد التقارير الصحفية ،يقدم معلومات لتحسين فهم العنف الممارس ضد النساء و مبادئ توجيهية عملية تهم المعايير الأخلاقية والممارسات الفضلى والمصطلحات المناسبة ، وكيفية إجراء المقابلات المعتبرة لحالة المرأة المعنفة و معاناتها.
و تهدف الورشة التكوينية بالأساس، إلى تجويد التغطية الصحفية للعنف الممارس ضد النساء في مختلف قطاعات الإعلام ، حتى تكون متمحورة حول المساواة بين الجنسين ، ومؤطرة بالمعطيات مبنية على مبادئ حقوق الإنسان ، مع زيادة معرفة و صقل المهارات التقنية للمحررين الصحفيين وطلبة معاهد الإعلام، من أجل تمكينهم من إنتاج مادة إعلامية حول العنف الممارس ضد النساء تسودها الدقة و أخلاقيات المهنة، و توطيد العلاقات بين الإعلام و النساء المعنفات ومنظمات المجتمع المدني ومزودي الخدمات العمومية لتحسين التغطية الإعلامية في الموضوع كما و نوعا، بالإضافة إلى تحفيز الحوار العام حول العنف الممارس ضد النساء باعتباره قضية تخص حقوق الإنسان و إعادة النظر في السلوكيات والمواقف التي تشجع على الإفلات من العقاب حول جرائم العنف ضد النساء.
وتميز اليوم الثاني من الورشة بإجراء تمارين تطبيقية حول كيفية إجراء حوارات مع نساء معنفات، وقوفا على مكامن الخلل قصد تصويبها، كما تم عرض روبورتاجات صحفية تبرز الأخطاء التي يمكن أن يرتكبها الصحافي أثناء تغطيته لموضوع العنف المبني على النوع، مع عرض مقالات صحفية تبرز بعض مكامن الخلل التي قد يقع فيها المحرر أثناء تحريره للمقالات.
و في تصريح لأمينة بيوز رئيسة جمعية النواة للحقوق و التنمية “للمجلة الجمعوية” قالت : نحن نعمل من أجل المساهمة في الحد من ظاهرة العنف المبني على النوع الإجتماعي ، و كذلك الترافع من أجل توحيد الرؤى حول حقوق الإنسان خاصة الفئات الهشة، داخل المجتمع في المناطق النائية وخاصة العالم القروي.
و أضافت أمينة بيوز في معرض حديثها، أن الهدف من تنظيم الورشة التكوينية التفاعلية ،هو تقاسم مجموعة من الممارسات الفضلى، من أجل تغطية إعلامية مسؤولة للعنف المبني على النوع الإجتماعي، و توحيد الرؤى مع الإلتزام بلائحة لمجموعة من النصائح، من أجل تحرير منتوج إعلامي صحفي مهني يساهم في الحد من ظاهرة العنف ضد النساء.
و أشارت بيوز إلى الدور الهام الذي تقوم به جمعية النواة للحقوق و التنمية، من خلال استقبال النساء المعنفات ومؤازرتهن قانونيا مع تقديم خدمات القرب، بما فيها الدعم الإجتماعي بداية من الإيواء وإعادة إدماجهن سوسيو اقتصاديا.
و دعت نفس المتحدثة في ختام كلمتها من خلال مكرفون الجمعوية، جميع الصحافيين والصحافيات الالتزام بالحيادية و الدقة وحماية المصدر و عدم التشهير بالنساء و إلحاق الضرر بهن.
محمد منصور