بقلم: محمد منصور
انتشرت في الآونة الأخيرة،داخل أوساط الشباب المغربي، ما بات يُعرف بمخدر “البوفا” أو “كوكايين الفقراء” أو ”الكراك” كما يطلق عليه البعض، سلعة ضرها أكبر من نفعها لمخدر بات يهدد حياة مدمنيه،حيث يتراوح سعر الجرام منه بين 50 و60 درهما للغرام الواحد، المخدر حسب تفسير باحثين عبارة عن بقايا مخدر الكوكايين التي يتم طهيها على نار هادئة مع مواد كيميائية، حتى تتحول إلى مادة شبيهة ببلورات الكريستال.
تعاطي مخدر ”البوفا” في بداية الأمر يبدأ برغبة في اكتشاف ذلك الإحساس الذي يتحدث عنه المدمنون، و تلك النشوة و العيش في عالم آخر يحس شاربه بالسعادة و القوة الجسدية التي يمنحها المخدر بمجرد تناوله، الأمر الذي ينعكس سلبا على التركيز و الوعي، ليحول حياة مستهلكه إلى جحيم بسبب آثاره السلبية الداعية إلى الانتقام و التي قد تصل في بعض الأحيان إلى الانتحار.
كل ذلك بسبب خطوة متهورة حبا في الاكتشاف و الفضول بمساعدة صديق سوء،حسب س.م متعاطي سابق يحكي تجربة دخلها تهورا و خرج منها بعزيمة و إصرار قبل فوات الأوان.
س.م قال لميكروفون الجمعوية : أول تجربة لي كانت بغرض حب الاكتشاف لا غير، لأجد نفسي مقبلا على الرغبة في التعاطي و بنسبة أكبر من السابق.
و حسب أخصائيين في طب الإدمان، فهذا المخدر يفقد الإنسان قدرته على التركيز وحتى التحكم في أفعاله وتصرفاته، التي قد تصل إلى العدوانية وتزيد من الرغبة في الانتقام مع ملازمة الشعور بالقلق و الخوف التي قد ينتج عنها اضطرابات نفسية و جسدية خطيرة لدى مدمنيه.
و لخطر المادة التي أصبحت تهدد سلامة شبابنا و أمن المجتمع، حذرت فعاليات مدنية ناشطة في مجال محاربة المخدرات، من مخاطر انتشار هذا النوع من المخدرات، في أوساط الشباب على وجه الخصوص، لما يترتب عنه من أضرار خطيرة على مستعمليها.
أصوات تعالت من أجل فتح جبهة انقاذ الشباب قبل أن تنخر جسده علة بسبب مخدر ضره أكبر من نفعه، علما أنه لا منفعة من وراء تعاطيه،لتجد تجاوبا سريعا مع الإدارة العامة للأمن الوطني بمختلف أجهزتها التي أبدت من جهتها رغبة في محاربة الظاهرة
عبر المجهودات الكبيرة التي اتخذتها المديرية العامة للأمن الوطني، بُغية محاربة انتشار مخدر “البوفا”، وأمام هذا الوضع باشرت ولاية أمن الدار البيضاء العمليات الأمنية المكثفة بهدف كبح جماح منابع تهريب وترويج المخدرات والمؤثرات العقلية بمختلف أنواعها، وعلى رأسها مخدر ”البوفا”، والتي أسفرت عملياتها الأمنية عن توقيف عدة أشخاص حسب بلاغات أمنية توصلت بها الجمعوية من قبل، مع حجز مجموعة من جرعات مخدر البوفا بشكل خاص وكل أنواع المخدرات بشكل عام، فضلا عن حجز علب من مادة بيكربونات الصوديوم و قنينات بلاستيكية تستعمل في إعداد واستهلاك مخدر ”البوفا”.
لأجل ذلك و لمحاربة تعاطي “البوفا” أو كوكايين الفقراء كما يسمونه نظرا لانخفاض سعره، وسرعة إدمانه، وجب إطلاق حملات تحسيسية بمنصات التواصل الاجتماعي و بالمؤسسات التعليمية بمشاركة الإعلام بكافة مجالاته، تنبه إلى تداعياته على الصحة والمجتمع والاقتصاد و المستقبل بصفة عامة.