حددت رئيس البرلمان الإسباني، فرانسيسا أرمينغول، يومي الأربعاء والخميس المقبلين (15 و16 نونبر الجاري)، كموعد للمناقشة والتصويت على قبول أو رفض مرشح حزب العمال الاشتراكي، بيدرو سانشيز، كرئيس للحكومة الإسبانية.
ووفق ما كشفت عن “أوروبا بريس”، أمس الإثنين 13 نونبر 2023، فإن رئيسة البرلمان قررت تحديد الموعدين المذكورين بعدما توصلت بإفادة من زعيم حزب العمال الاشتراكي بيدرو سانشيز يُعلن فيها إتمام جميع المفاوضات مع الأحزاب السياسية لتشكيل الحكومة الجديدة، وقد أصبح جاهزا للحضور إلى البرلمان.
وبحسب ذات المصدر، فقد تم تحديد يوم الأربعاء المقبل للمناقشة، حيث ستُقدم كل الأحزاب كلمتها في شأن ترشح بيدرو سانشيز لرئاسة الحكومة الإسبانية لولاية ثانية، فيما سيكون يوم الخميس، مخصص لكلمة بيدرو سانشيز، تليه عملية التصويت التي ستكون بـ”نعم” أو “لا”، وستكون عملية التصويت علانية حيث سيقف كل عضو برلماني ويُعلن عن صوته بقبول أو رفض سانشيز رئيسا للحكومة.
وحددت رئيسة البرلمان الإسباني السيناريو الكامل للعملية، حيث أعلنت أنه في حالة إذا أخفق سانشيز في الحصول على الأغلبية في جلسة تصويت يوم الخميس المقبل، فسيتم إعادة جلسة التصويت بعد 48 ساعة، وفي حالة إذا تكرر الاخفاق مثلما حدث مع زعيم الحزب الشعبي، ألبيرتو نونييز فييخو، فإنه سيتقرر إعادة الانتخابات من جديد.
غير أنه، وفق التقارير الإعلامية الإسبانية، فإن التوقعات كلها تشير إلى أن يوم الخميس المقبل هو اليوم الذي سيكون فيه إعلان تنصيب بيدرو سانشيز رئيسا للحكومة الإسبانية، بعدما تمكن في الوصول إلى توافقات مع عدد من الأحزاب الكتالونية، وقد أصبح حاليا في جانبه نظريا 179 صوتا بزيادة 3 أصوات عن الأغلبية التي تتطلب فقط 176 صوتا.
وخلقت تحالفات سانشيز مع الأحزاب الكتالونية جدلا واسعا في البلاد، حيث شهدت العديد من المدن، من بينها العاصمة مدريد، مظاهرات حاشدة ضد اتفاق سانشيز مع تلك الأحزاب التي تطالب بانفصال إقليم كتالونيا عن إسبانيا، خاصة أنه لقبول هذه الأحزاب منح أصواتها لسانشيز فرضت عليه قبول منح اعفاء عام عن جميع زعمائها المطلوبين للقضاء الإسباني بسبب قضايا الانفصال، ودعم التوجهات الانفصالية التي تعلنها.
وعلاقة بالموضوع، فقد كانت الجزائر تراهن بشدة على مغادرة سانشيز لرئاسة الحكومة خلال الإنتخابات الأخيرة، وبنت سياساتها مع مدريد على هذا الأساس، حيث قامت بافتعال أزمة كبيرة مع الحكومة الإسبانية السابقة بسبب اعتراف الأخيرة بمغربية الصحراء التي كانت تحتلها سابقا، وقامت بسحب السفير من أجل الضغط على الحكومة المقبلة، إلى أن الرياح أتت بما لا تشتهيه السفن الجزائرية، وأصبح بيدرو سانشيز قاب قوسين من فترة رئاسية جديدة، سيواصل من خلالها رفقة حكومته الجديدة مسلسل العلاقات السياسية المبنية على أساس رابح رابح مع المملكة المغربية.