تمكنت وحدات للبحرية الملكية المغربية، أول أمس الإثنين 23 أكتوبر 2023، من انتشال ثلاثة جثث وإنقاذ 189 من المهاجرين السريين الأفارقة، كلّهم من السنغال، كانوا على متن قاربين “في وضعية صعبة” قبالة سواحل مدينة الداخلة بالصحراء المغربية.
وحسب بلاغ للبحرية الملكية المغربية، فإنّ “وحدات للبحرية الملكية وعناصر مكلّفة بمراقبة الساحل قدّمت، الإثنين، خلال عمليتين منفصلتين، المساعدة لقاربين في وضعية صعبة جنوب مدينة الداخلة، كان على متنهما 189 مرشحا سنغاليا للهجرة غير الشرعية، من بينهم 18 امرأة و29 قاصرا، إضافة إلى 3 جثث، وذلك في إطار مهام البحث والإنقاذ”.
وأضافت ذات المصادر، أنّ “القاربين أبحرا انطلاقاً من السواحل السنغالية، يومي 2 و17 أكتوبر الجاري تواليا، في اتجاه جزر الكناري”.
وتم تسليم الجثث الثلاث إلى جهاز الوقاية المدنية من أجل نقلها إلى مستشفى الحسن الثاني بالداخلة. أما الأشخاص الذين تم إنقاذهم فتلقّوا الإسعافات الأولية قبل تسليمهم لمصالح الدرك الملكي للقيام بالإجراءات الإدارية.
و الجدير بالذكر، أن الحرب الدائرة في دول مثل مالي والنيجر وبوركينافاسو بين جيوشها والجماعات الجهادية، أدت إلى تزايد عملية الهجرة السرية بشكل كبير، حيث تم تسجيل العديد من محاولات العبور ابتداء من مدن الصحراء المغربية.
كما كشفت أحدث الأرقام الصادرة عن وزارة الداخلية الإسبانية، عن إستقبال جزر الكناري أكثر من 23500 مهاجر منذ مطلع العام حتى 15 أكتوبر، أي بزيادة تناهز 80% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وخلال الأسبوعين الأولين من أكتوبر، وصل 8561 مهاجرا إلى الكناري، وهو عدد قياسي منذ أزمة الهجرة السابقة عام 2006، وفق وسائل إعلام إسبانية.
واعتبر وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا خلال زيارة إلى الكناري هذا الأسبوع أن “تزايد” تدفق المهاجرين مرتبط بـ”زعزعة الاستقرار في منطقة الساحل”.
ويساهم المغرب في جهود التخفيف من وطأة الهجرة غير الشرعية في إتجاه أوروبا، بحيث يبني استراتيجيته في هذا الجانب على المساهمة في الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الهجرة غير النظامية، وشبكات تهريب البشر، مع التأكيد على عدم التعويل فقط على البعد الأمني والعمل على منح الأمل للشباب الأفريقي الفار من الحروب في بلدانهم الواقعة جنوب الصحراء.