استنكرت لجنة الأمم المتحدة المعنية بالعمال المهاجرين يوم أمس الثلاثاء 28 نونبر 2022، الحوادث التي أدت إلى وفاة المهاجرين عند محاولتهم عبور الحدود من المغرب إلى إسبانيا.
وأعربت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان عن شعورها بالقلق العميق إزاء وفاة ما لا يقل عن 23 مهاجرا أفريقيا، وإصابة 76 آخرين على الأقل بجراح أثناء محاولتهم العبور من المغرب إلى إسبانيا في 24 يونيو، بالإضافة إلى إصابة 140 من حرس الحدود المغربي بجراح.
وتدعو المفوضية البلدين إلى ضمان إجراء تحقيق فعّال ومستقل كخطوة أولى نحو تحديد ملابسات الوفيات والإصابات، وأي مسؤولية محتملة وضمان المساءلة حسب الاقتضاء.
وأشارت المفوضية إلى أن هذا هو أعلى رقم مسجل للوفيات في حادثة واحدة على مدى سنوات عديدة لمهاجرين يحاولون العبور من المغرب إلى أوروبا عبر الثغرين المحتلين مليلية وسبتة.
وتابعت شامداساني تقول: “كما ندعوهما إلى اتخاذ جميع الخطوات اللازمة جنبا إلى جنب مع الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والجهات الفاعلة الدولية والإقليمية الأخرى ذات الصلة – لضمان تطبيق تدابير حوكمة الحدود القائمة على حقوق الإنسان.”
وفي بيان، قالت اللجنة: “لقد روّعتنا وفاة هؤلاء المهاجرين الذين كانوا يعتزمون عبور الحدود بحثا عن حياة أفضل قائمة على حقوق الإنسان المشروعة.”
وذكّرت جميع الدول بأن المهاجرين لا ينبغي أن يتعرضوا لأي معاملة لاإنسانية أو مهينة، أو عقوبة قاسية. “يجب على الدول أيضا أن تضمن أن جميع السياسات والممارسات على الحدود تحترم بشكل فعّال جميع التزامات حقوق الإنسان، وتضمن الحق في الحياة والكرامة والأمن والسلامة الجسدية.”
كما أعربت اللجنة عن أسفها لوجود جرحى من المهاجرين وضباط الأمن، في حين لا يزال من غير الواضح ما إذا كان قاصرين من بين المصابين. كما شددت على أن الحكومة المغربية، على وجه الخصوص، مطالبة بالحفاظ على جثث المتوفين، والتعرف عليهم بشكل كامل وإبلاغ أسرهم وتقديم الدعم اللازم لنقل الجثث.
ودعت اللجنة جميع الدول إلى احترام حقوق الإنسان للمهاجرين، بمن فيهم ملتمسو اللجوء، والوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاقية الدولية، و الامتثال للمبادئ التوجيهية الموصى بها بشأن حقوق الإنسان على الحدود الدولية، والاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية، الذي اعتُمد في مراكش، بالمغرب.
وقالت في ختام البيان: “نحث جميع الحكومات المعنية في البلدان المضيفة وبلدان العبور على معاملة المهاجرين بأمان وكرامة وإنسانية، بما يتفق مع التزاماتها الدولية.”
وعلاقة بالموضوع، وعد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز اليوم الأربعاء بـ”تعاون كامل” من جانب حكومته مع التحقيقات حول مقتل 23 مهاجرا إفريقيا كانوا يحاولون الجمعة الماضي دخول جيب مليلية الإسباني انطلاقا من الأراضي المغربية.
وقال سانشيز في مقابلة مع إذاعة “كادينا سير” “يؤسفني جدا سقوط أرواح بشرية” مشددا مرة أخرى على “حق سبتة ومليلية” ، “في حدود آمنة” متهما “المافيات (..) التي تتاجر بالبشر”.
وأضاف سانشيز “يؤسفني سقوط قتلى في مدينة الناظور” في شمال المغرب الحدودية مع مليلية. ويواجه رئيس الوزراء الإسباني انتقادات منذ هذه الأحداث المأسوية، ولاسيما بسبب تعليقاته غداة ذلك التي دعم فيها قوات الأمن الإسبانية والمغربية.
وحسب جمعيات مهتمة بقضايا الهجرة، فإن السلطات المغربية تمكنت إلى حدود أمس الثلاثاء من ترحيل أزيد من ألف مهاجر سري ينحدرون من دول جنوب صحراء إفريقيا نحو مدن داخلية مثل خريبكة، بعدما كانت السلطات قد أوقفتهم على إثر محاولة الاقتحام الجماعية الأخيرة لسياج مليلية.
ولازالت السلطات المغربية، وفق ذات المصادر، تعمل على ترحيل أعداد جديدة من المهاجرين الذين تمكنت القوات الأمنية من توقيفهم في محيط الناظور ومليلية، ونقلهم عبر حافلات إلى مدن بعيدة، كخطوة الهدف منها إبعاد أي تهديد بقيام المهاجرين بمحاولة اقتحام جديدة لسياج مليلية المحتلة.
ويأتي هذا التحرك من السلطات المغربية، بعد الحادث المأساوي الذي عرفته حدود مليلية يوم الجمعة الماضي، عندما شن حوالي ألفي مهاجر غير نظامي محاولة اقتحام جماعية كبيرة لسياج مليلية، مما أدى إلى حدوث مواجهات مع القوات الأمنية المغربية وتدافع كبير تسبب في مصرع 23 مهاجرا وفق ما كشفت عنه السلطات المحلية في الناظور.