نجحت المملكة المغربية في إقناع جميع أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة البالغ عددهم 193 عضو، في تبني قرار تقدمت به ضد حرق نسخ القرآن الكريم، وخطاب الكراهية، ويستنكر “بشدّة، جميع أعمال العنف ضد الأشخاص، على أساس دينهم أو معتقدهم، وكذلك أي أعمال من هذا القبيل ضد رموزهم الدينية أو كتبهم المقدسة (…)، التي تنتهك القانون الدولي”.
وذكر السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، خلال تقديم هذا القرار، أمس الثلاثاء 25 يوليوز 2023، أمام الجمعية العامة، بأن هذا القرار الجديد يشكل استمرارية للقرار التاريخي للجمعية العامة (73/328)، وهو الأول من نوعه بشأن خطاب الكراهية، الذي تم تبنيه، في سنة 2019، وكذلك القرار اللاحق (75/309) الذي أعلن، في سنة 2021، عن تخليد 18 يونيو من كل عام يوما دوليا لمكافحة خطاب الكراهية.
وأشار السفير إلى أن اعتماد هذا القرار يندرج في إطار الرؤية الاستباقية والمتضامنة والإنسانية للملك محمد السادس، أمير المؤمنين، من أجل مكافحة خطر خطاب الكراهية الذي يروجه التطرف العنيف والظلامية والشعبوية، وكذلك العنصرية، بشتى أنواعها.
واستعرض هلال في تقديمه للقرار المغربي، ثلاثة إجراءات ملموسة للالتزام متعدد الأطراف من أجل مكافحة خطاب الكراهية : أهمية وضع تعريف لخطاب الكراهية متفق عليه على المستوى الحكومي عبر العالم، من شأنه الإسهام في مكافحته، وفقا للقانون الدولي، وعقد مؤتمر عالمي، في سنة 2025، لمكافحة خطاب الكراهية، ودعوة الدول الأعضاء ووسائل التواصل الاجتماعي إلى دعم المنظومات الفاعلة لمكافحة خطاب الكراهية ومنع تنامي انتشاره، وتعزيز وصول المستخدمين إلى آليات الإبلاغ الفعالة، بما ينسجم مع القانون الدولي لحقوق الإنسان.
وشهدت عملية اعتماد هذا القرار محاولة الاتحاد الأوروبي حذف الإشارة إلى انتهاك القانون الدولي، عندما تستهدف أعمال العنف الرموز الدينية والكتب المقدسة؛ مما كان من شأنه أن يضعف القرار. لكن، وبفضل إصرار وقيادة المغرب، تم رفض التعديل الأوروبي بأغلبية كبيرة، لينضم الاتحاد الأوروبي، في نهاية المطاف، إلى توافق الآراء بشأن القرار برمته.
ويأتي اعتماد هذا القرار التاريخي، بالغ الأهمية، بتوافق الآراء، في سياق عالمي يتسم بتفاقم خطاب الكراهية، بكافة أشكاله وأبعاده؛ مما يجسد احترام وتقدير دور المملكة، باعتبارها رائدا إقليميا وعالميا في مجال النهوض بقيم السلام والتسامح وحوار الأديان والثقافات، ويعكس الدور الريادي الذي يضطلع به المغرب في المحفل الأممي، وفقا للتوجيهات الملكية والرؤية المستنيرة والإنسانية للملك محمد السادس.