يعتبر هذا الاكتشاف في منطقة استراتيجية قبالة السواحل المغربية نقطة خلاف رئيسية في العلاقات بين المغرب وإسبانيا، لاسيما فيما يتعلق بترسيم الحدود البحرية. فمع اكتشاف هذا الحقل النفطي، عادت مجددًا إلى الواجهة مسألة رسم الحدود البحرية بين البلدين، وهو موضوع ظل عالقًا منذ سنوات بسبب التداخل في المناطق الاقتصادية الخالصة ووجود جزر صغيرة تسيطر عليها إسبانيا في البحر الأبيض المتوسط.
دعا خوسي ميغيل باراغان، المتحدث باسم مجموعة نواب “التحالف الكناري” في برلمان جزر الكناري، إلى استئناف المفاوضات بين إسبانيا والمغرب من أجل وضع حلول دبلوماسية واضحة لترسيم الحدود البحرية بين البلدين. وقد عبر عن قلقه من تداعيات هذا الاكتشاف على استقرار المنطقة، مؤكدًا أن هناك حاجة ملحة لاستئناف الحوار الدبلوماسي لضمان عدم تصاعد التوترات بين الطرفين.
يشكل الاكتشاف النفطي أهمية اقتصادية كبرى للمغرب، الذي يطمح إلى تعزيز موارده الطبيعية من خلال استغلال هذه الاحتياطيات. إلا أن الأمر لا يخلو من تعقيدات جيواستراتيجية، إذ يخشى المسؤولون في جزر الكناري من أن تؤثر هذه الاكتشافات على مصالحهم الاقتصادية، خاصة في ظل القرب الجغرافي للمناطق المكتشفة من مياه الأرخبيل الإسباني. كما أثار التعاون المغربي الإسرائيلي في مجال التنقيب عن النفط في هذه المنطقة مزيدًا من القلق، حيث تتزايد المخاوف بشأن كيفية تأثير هذا التعاون على علاقات المغرب مع الدول الأوروبية، وخاصة إسبانيا.
ويُذكر أن العلاقات المغربية الإسبانية شهدت تطورات ملحوظة في السنوات الأخيرة، خاصة بعد زيارة رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز إلى الرباط في أبريل 2022، والتي أسفرت عن اتفاق بين البلدين على إنشاء مجموعة عمل متخصصة في تحديد المجال البحري في المحيط الأطلسي. كما أعلنت إسبانيا دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية لحل نزاع الصحراء، ما ساهم في تهدئة الأجواء السياسية بين البلدين. ومع ذلك، فإن قضية ترسيم الحدود البحرية لا تزال مفتوحة وتستدعي مزيدًا من الجهود الدبلوماسية.
تناولت الصحف الإسبانية القضية بتفصيل، حيث أشارت صحيفة “موندو ديبورتيفو” إلى أن أتلتيكو مدريد كان الأقرب لتحقيق الفوز في مباراة دوري أبطال أوروبا ضد ريال مدريد، ولكن سرعان ما تحولت المباراة إلى وقت إضافي ثم ركلات ترجيح انتهت بفوز ريال مدريد 4-2. ومن جانبها، تحدثت صحيفة “ماركا” عن كيف أن ريال مدريد تمكن من التأهل إلى ربع النهائي، متفوقًا على أتلتيكو مدريد في ركلات الترجيح.
يرى الخبراء وفي ظل هذا التوتر، أن المغرب وإسبانيا بحاجة إلى اتباع نهج دبلوماسي أكثر توازنًا يعكس مصالح البلدين ويحترم الحقوق السيادية لكل طرف. من جهة أخرى، يعتقد العديد من المتابعين أن التعاون بين المغرب وإسبانيا يمكن أن يكون مفيدًا لكلا الجانبين في مجال الطاقة والتنقيب عن الموارد الطبيعية في البحر، بشرط أن يتم التوصل إلى تفاهمات مشتركة بشأن ترسيم الحدود.
يبدو أن اكتشاف الحقل النفطي قبالة سواحل الصحراء المغربية سيكون نقطة تحول هامة في العلاقات بين المغرب وإسبانيا. وفي الوقت الذي تترقب فيه الأوساط السياسية والاقتصادية في البلدين تطورات هذا الملف، يبقى الأمل في أن يتم تسويته عبر الحوار والتعاون بما يحفظ مصالح الجميع ويضمن استقرار المنطقة.
المصادر
صحيفة “ماركا” الإسبانية
صحيفة “موندو ديبورتيفو”
صحيفة “آس” الإسبانية
إعلانات شركة “يوروبا أويل آند غاز” البريطانية