بدأت إسبانيا بإستخدام أنبوب الغاز المغاربي بطريقة عكسية، بحيث أصبح المغرب يشتري الغاز الطبيعي المسال من الأسواق الدولية وتسليمه إلى إسبانيا حيث أُعيد تحويله إلى غاز قبل نقله إلى المغرب عبر نفس خط الأنابيب.
وخلال المؤتمر صحفي الأسبوعي، للناطق الرسمي بإسم الحكومة المغربية، اليوم الخميس 28 أبريل 2022، رد مصطفى بايتاس على سؤال بشأن بدء ضخ الغاز من إسبانيا عبر أنبوب الغاز المغاربي، من عدمه، بالقول أن المملكة تعمل بجد على ضمان التزود بالغاز الطبيعي.
وأوضح بايتاس أن “الحكومة لها رؤية شمولية تجاه الطاقة، وتعمل على أن تكون البلاد في منأى عن أي تقلب”.
ولفت المتحدث إلى أن المغرب” أطلق طلبات اهتمام وهو عازم على دخول إلى السوق الدولي للغاز المسال”.
وردا على هذه الخطوة المغربية الإسبانية، هددت الجزائر التي قامت بفسخ عقد أنبوب الغاز موضوع الحديث بطريقة أحادية، بفسخ عقد الغاز الطبيعي مع إسبانيا في حال توجيه أي كمية منه إلى وجهة غير منصوص عليها في العقد.
و قال بيان لوزارة الطاقة والمناجم الجزائرية، أمس الأربعاء، إن “أي كمية من الغاز الجزائري المصدرة إلى إسبانيا تكون وجهتها غير تلك المنصوص عليها في العقود ستعتبر إخلالا بالالتزامات التعاقدية، وقد تفضي بالتالي إلى فسخ العقد الذي يربط سوناطراك بزبائنها الإسبان”.
وأضافت وزارة الطاقة الجزائرية أن “وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب تلقى اليوم (أمس الأربعاء) بريدا إلكترونيا من نظيرته الإسبانية تيريزا ريبيرا تبلغه فيه بقرار إسبانيا القاضي بترخيص التدفق العكسي عبر أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي وأن الشروع في هذه العملية سيتم اليوم أو غدا”.
وعلاقة بالموضوع، قالت وزارة التحول البيئي الإسبانية مساء الأربعاء : “لن يكون الغاز الذي يحصل عليه المغرب تحت أي ظرف من الظروف من أصل جزائري”. وأضافت أن “تفعيل هذه الآلية نوقش مع الجزائر في الأشهر الأخيرة وأُبلغ اليوم (الأربعاء) لوزير الطاقة الجزائري”.
والجذير بالذكر، أنه بالرغم من تراجع اعتماد إسبانيا على الغاز الجزائري في الأشهر الأخيرة، لا يزال نحو ربع الغاز الذي تستورده إسبانيا يأتي من الجزائر في الربع الأول من هذا العام مقارنة بأكثر من 40 في المئة عام 2021، حسب مشغل شبكة الغاز الإسبانية.
وتقدم الجزائر الداعم الرئيسي لجبهة بوليساريو الصحراوية مصالح الجبهة على مصالح شعبها الذي فقد ملايير الدولارات جراء توقيف هذا الأنبوب في ظل ارتفاع الطلب الأوروبي على الغاز بعد غزو روسيا لأوكرانيا.
كما تدخلت الجزائر مراراً في الشأن السياسي الإسباني، بانتقاد إعلان مدريد في منتصف مارس الماضي، بمغربية الصحراء، ودعم خطة الحكم الذاتي المغربية التي طرحتها الرباط.
واستدعت الجزائر سفيرها لدى إسبانيا بينما لم تستبعد شركة سوناطراك زيادة سعر الغاز المصدر إليها.
ووصف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون السبت تغيّر موقف مدريد بشأن الصحراء المغربية بأنه “غير مقبول أخلاقياً وتاريخياً”، لكنه أكد أن الجزائر “لن تتخلّى عن التزامها بتزويد إسبانيا بالغاز مهما كانت الظروف”.